روسيا تروج لافتتاج معابر في إدلب وحلب..ما حقيقة الأمر؟
يروج “مركز المصالحة الروسي” منذ أيام، لافتتاح معابر “إنسانية” في مناطق شمال غربي سورية، من أجل خروج المدنيين من منطقة “خفض التصعيد” في إدلب.
الترويج الروسي رغم أنه ليس جديداً، إلا أنه للمرة الأولى يتناول سوء الأوضاع المعيشية والطبية في مناطق شمال غرب سورية، إذ أعلن نائب رئيس “مركز المصالحة الروسي”، فياتشيسلاف سينتيك، أول أمس الاثنين، أن بلاده تعمل بمساعدة نظام الأسد على فتح 3 معابر في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب.
وبحسب سينتيك فإن افتتاح المعابر جاء بعد شكاوى من قبل الأهالي في تلك المناطق، بسبب الأوضاع المعيشية السيئة ونقص الرعاية الصحية، التي خلفتها العقوبات الأمريكية على النظام، حسب تعبيره.
إلا أن فريق “منسقو استجابة سوريا” أصدر بياناً، اليوم الأربعاء، ندد فيه بما أسماها الادعاءات الروسية حول سوء الأوضاع المعيشية والرعاية الصحية في مناطق شمال غربي سورية، مشيراً إلى أن روسيا هي المسؤولة عن ذلك، عبر استهدافها المتكرر للمستشفيات والمراكز الطبية في إدلب.
مدير “منسقو الاستجابة” محمد حلاج، أوضح في حديث “السورية نت”، اليوم الأربعاء، أن روسيا لم تفتتح المعابر الثلاثة بعد، مشيراً إلى أنها تروج بين الحين والآخر لافتتاح معابر “إنسانية”، إلا أن الجديد هو أن موسكو بدأت تلعب على وتر التدهور الاقتصادي وسوء القطاع الطبي في مناطق شمال غربي، حسبما قال.
وأضاف حلاج أن القطاع الطبي لا يعاني من تدهور بل يعاني من ضغط شديد، سببه القصف الروسي المباشر على المنشآت الطبية، وتابع: “لا ننكر أن القطاع الطبي مُنهك في إدلب، لكن هذا الأمر تتحمل روسيا المسؤولية المباشرة عنه”.
وبحسب حلاج فإن الضغط الحاصل على القطاع الطبي سببه أيضاً الكثافة السكانية وحركات النزوح إلى الشمال السوري، إلى جانب انتشار فيروس “كورونا”، وضعف الامكانيات للاستجابة الإنسانية.
يُشار إلى أن “مركز المصالحة الروسي” حدد ثلاث معابر سيتم افتتاحها في ريف حلب وإدلب من أجل خروج المدنيين الراغبين بتلقي العلاج في مناطق النظام، على حد قوله، وهذه المعابر ستكون في منطقة ميزنار، وسراقب، وأبو الزندين.
إلا مدير “منسقو الاستجابة” استبعد أن يكون هناك خروج للمدنيين من تلك المعابر، مضيفاً أن سكان تلك المناطق يخافون من تعرضهم للاعتقال أو التغييب القسري على يد أجهزة النظام الأمنية.
النظام يروجُ لفتح “معابر إنسانية”..و”منسقو الإستجابة: سَتفشل كسابقاتها
واعتبر حلاج، في حديثه لـ “السورية نت”، أن الهدف الخفي وراء افتتاح تلك المعابر هو الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام، على اعتبار أن “العملة الصعبة” ستدخل لتلك المناطق عن طريق المعابر، خاصة أن مناطق الشمال السوري لم تعد تتعامل بالليرة السورية، بل بالليرة التركية والدولار.
وأضاف أن روسيا تروج ظاهرياً إلى أن هدفها من المعابر هو إنقاذ المدنيين من “المجموعات الإرهابية”، وإتاحة الفرصة لهم للخروج لمناطق سيطرة الأسد، إلا أنها تخفي أهدافاً عدة وراء ذلك.
وطالب فريق “منسقو استجابة سوريا” المجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف التصريحات “العدائية” ضد المدنيين في المنطقة، وإعطاء المزيد من الصلاحيات للأمم المتحدة لإنهاء المعاناة المستمرة منذ عشر سنوات.