700 ألف مدني نزحوا من إدلب خلال 8 أشهر.. تقرير أممي ينذر بتدهور الوضع
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 700 ألف مدني نزحوا من إدلب، خلال الأشهر الثمانية الماضية، هرباً من العنف المتصاعد والغارات الجوية والقصف المستمر.
وأصدرت المنظمة تقريراً، أمس الثلاثاء، قالت فيه إن الوضع الإنساني المتدهور شمال غربي سورية، يهدد أكثر من ثلاثة ملايين مدني محاصر في منطقة حرب، معظمهم من النساء والأطفال، حسبما ورد على لسان نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالملف السوري، مارك كتس، في البيان الأممي.
أرقام تنذر بالخطر
وقال كتس إنه منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فرّ ما لا يقلّ عن 300 ألف مدنيّ من منازلهم الواقعة جنوبي إدلب، بسبب تصاعد حادّ في العمليات العدائية، مشيراً إلى أن ذلك يحدث خلال فصل الشتاء القارس، “وهو ما يزيد من المخاطر التي تواجه الأشخاص الذين فرّوا بأكثر من الملابس بقليل، وكثير من النازحين يقيمون الآن في خيام وملاجئ مؤقتة في أماكن غير مضيافة”.
في حين أشارت الإحصائيات الأممية إلى أن أكثر من 1300 مدني لقوا حتفهم بالغارات الجوية والقصف، بين شهري مايو/ أيار وأغسطس/ آب من العام الماضي، وسط تزايد وتيرة العنف شمال غربي سورية.
وتستمر حركات نزوح الأهالي، في ظل تصعيد النظام وروسيا على المنطقة، منذ أسابيع، حيث وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” نزوح أكثر من 63 ألفاً و65 عائلة (ما يقارب 360 ألف نسمة) من ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وذلك في الفترة بين 1 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي و7 يناير/ كانون الثاني الجاري، وتُعتبر أكبر موجة نزوح تشهدها سورية منذ عام 2011، بحسب المنسقون.
ونشر “منسقو الاستجابة” بياناً، أمس الثلاثاء، جاء فيه أن تصعيد النظام وحلفائه على المنطقة، أسفر عن مقتل 287 مدنياً، بينهم 90 طفلاً وطفلة، خلال الفترة ذاتها، وسط عجز المجتمع الدولي عن إيقاف الانتهاكات بحق المدنيين في إدلب.
تجديد قرار إيصال المساعدات
دعت الأمم المتحدة إلى تجديد القرار الدولي رقم 2165، الذي ينص على إيصال المساعدات الإغاثية العابرة للحدود إلى سورية، بعد أن فشل مجلس الأمن، نهاية الشهر الماضي، في تبني مشروعي قرار متنافسين يهدفان إلى توزيع المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
وشدد، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركيه، في مؤتمر عقده، أمس، في جنيف، على أهمية إيصال المساعدات للمدنيين، وقال “بالطبع لا يمكننا أن نمنع القصف والقتال. يمكننا أن ندعو إلى وقفهما، ولكن ما يمكننا فعله هو توفير المساعدة حتى يبقى الأشخاص على قيد الحياة حيثما كانوا، وخلال هذا الشتاء القاسي، وهذا هو ما نفعله”، مشيراً إلى أن 2.7 مليون سوري يعتمدون على المساعدات الأممية بموجب القرار السابق.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة في 10 يناير/ كانون الثاني الجاري، من أجل البت بمصير آلية إدخال المساعدات الإغاثية العابرة للحدود، وذلك عقب الفيتو الروسي- الصيني الذي عرقل تجديد الآلية.