نشرت وزارة الخارجية السعودية مخرجات اللقاء “التشاوري” الذي استضافته مدينة جدة، وحضره وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر الأردن والعراق.
وبينما تطرق المسؤولون لعدة قضايا من بينها فلسطين وأحداث المسجد الأقصى الأخيرة، كان الملف السوري حاضراً بقوة، بحسب النص الرسمي.
وجاء في بيان الخارجية السعودية أن الوزراء العرب تشاوروا وتبادلوا وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سورية، وأمنها واستقرارها وهويتها العربية، ويعيدها إلى المحيط العربي.
وأضاف البيان أن الوزراء اتفقوا على أهمية حل الأزمة الإنسانية وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق المتضررة من الزلزال، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم.
كما اتفقوا على تمكين اللاجئين والنازحين من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.
وأكد الوزراء “على أهمية مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وتنظيماته، ومكافحة تهريب المخدرات والإتجار بها، وأهمية قيام مؤسسات الدولة السورية بالحفاظ على سيادة سورية على أراضيها، لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الملف السوري”.
كما أكد الوزراء العرب على أن “الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود”.
#بيان من وزارة خارجية المملكة العربية السعودية في ختام الاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق pic.twitter.com/rWIvkwPib6
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) April 14, 2023
ولم يتطرق البيان الرسمي الذي نشرته الخارجية السعودية إلى مقعد سورية في الجامعة العربية، وما إذا كان وزراء الخارجية العرب قد اتفقوا على عودة النظام السوري أم لا.
وحتى الآن لا يعرف ما إذا كانت الدول العربية ستجمع على عودة النظام السوري إلى الجامعة، ولاسيما مع وجود مواقف رافضة لإعادة العلاقات، على رأسها قطر ومن ثم المغرب والكويت وليبيا.
واعتبر رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة تلفزيونية، بثت مساء الخميس، أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية “مجرد تكهنات”. وشدد آل ثاني في المقابلة على أن “أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة” بالنسبة للدوحة.
وقال لتلفزيون قطر الحكومي “لا يوجد شيء مطروح وكلها تكهنات حول (عودة) سورية” إلى الجامعة العربية، مضيفاً: “كانت هناك أسباب لتعليق عضوية سورية ومقاطعة النظام السوري، وهذه الأسباب لا تزال قائمة بالنسبة لدولة قطر”.
في غضون ذلك نقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” يوم الجمعة عن مسؤولين مطلعين قولهم إن مصر، حيث يقع مقر جامعة الدول العربية، تخلت بشروط عن معارضتها للأسد لكنها تريد على الأقل إظهار التقدم في حل سياسي.
وقال أحد المسؤولين العرب: “السوريون يريدون الاستسلام الكامل، والبعض يمزحون قائلين إنهم قد يطلبون حتى اعتذاراً”.
وأضاف مسؤول آخر أن “إعادة قبول سورية في حين أن إيران لديها قوات في البلاد وتمارس نفوذاً على الأسد من شأنه أن يكافئ طهران. وزاد: “نحن نقوم بخلع الملابس للإيرانيين”.
من جهته قال علي الشهابي، وهو معلق سعودي مطلع على تفكير الديوان الملكي: إن “السعودية ترى بشار على أنه واقع ثابت الآن على الأرض، ويجب التعامل معه في العديد من القضايا، ليس أقلها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في السعودية الذين يريدون العودة إلى ديارهم، والمخدرات وقضايا أخرى”.
وأضاف الشهابي: “في الوقت نفسه، سيكون النهج السعودي تدريجياً ويعتمد على السلوك والتعاون السوريين”.