اعتبر وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد أنه “لا مانع من التضحية للبقاء خارج الجامعة العربية، كي لا تكون سورية مسؤولة عن التفرقة والخلافات بين العرب”، في عبارة سبق وأن تطرق إليها قبل استبعاد دمشق من القمة العربية التي استضافتها الجزائر العام الماضي.
وجاء حديث المقداد في حوار مع قناة “الجزائر” الرسمية، وقال إن “دمشق ليست في عجلة من أمرها بشأن العودة إلى الجامعة العربية في الوقت الحالي، وأن “أولويتها الآن لإصلاح العلاقات الثنائية”.
وأضاف في الحوار الذي نشر اليوم الاثنين: “إذا كان من الضروري التضحية بأن تبقى سورية لوقت قصير خارج الجامعة العربية، فلا مانع، إذا كان ذلك يريح العرب من بعض المشاكل. سورية لن تكون مسؤولة عن التفرقة والخلافات بين العرب”.
وتابع: “ما يهم هو إصلاح العلاقات والبعد الثنائي، حيث سيستفيد العمل العربي المشترك من ذلك”، مشيراً: “نتلمس الآن تفهم أغلب الدول العربية لضرورة العمل العربي المشترك”.
وكان المقداد قد وصل إلى الجزائر يوم السبت، والتقى بنظيره الجزائري أحمد عطاف والرئيس، عبد المجيد تبون.
وأشار في حديثه للقناة الرسمية إلى أنه حمل رسالة من رأس النظام السوري، بشار الأسد تضمنت آخر التحركات العربية والعلاقات السورية – الروسية، بالإضافة إلى مسار “أستانة”.
ورغم أن علاقات نظام الأسد مع الدول العربية كانت قد شهدت سلسلة انعطافات في الأيام الماضية، إلا أن عودته إلى الجامعة العربية ما تزال محل خلاف، ولاسيما مع وجود رفض من عدة دول، من بينها قطر والكويت والمغرب.
وقادت الجزائر قبيل القمة العربية الماضية التي عقدت في الجزائر مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي جهوداً لدعوة سورية إلى القمة، لكنها اصطدمت بمواقف عربية رافضة لعودة دون شروط وتفاهمات مسبقة للحل السوري.
وفي الوقت الحالي تقود السعودية جهود عودة النظام للجامعة، وكانت قد استضافت قبل أيام اجتماعاً تشاورياً حول ذلك في مدينة جدة، دون أن يسفر عن أي اختراق في هذه القضية، بحسب نص البيان الختامي.
وذكرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية أن المقداد سيتوجه إلى تونس، اليوم الاثنين، بعدما تلقى دعوة من نظيره التونسي، نبيل عمار.
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج في بيان لها أمس، أن زيارة المقداد ستستمر 3 أيام “وتأتي تكريساً لروابط الأخوة العريقة القائمة بين البلدين الشقيقين”.
وستكون هذه أول زيارة يجريها مسؤول في النظام السوري لتونس منذ قيام الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي باتخاذ قرار قطع العلاقات في فبراير/ شباط 2012.