أسبوعان من المفاوضات.. مساعدات “باب الهوى” تنتظر التوافق الدولي
لا تزال آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى شمال غربي سورية متوقفة، بعد مرور أسبوعين على انتهاء التفويض الأممي.
وتستمر المفاوضات داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، دون التوصل لصيغة أو اتفاق على تمديد الآلية حتى اليوم.
إذ انعقدت جلسة مغلقة لمجلس الأمن، أمس الاثنين، ناقش خلالها المجتمعون سبل استئناف المساعدات، وسط مخاوف على حياة أكثر من 4 ملايين شخص شمال غربي سورية.
محاولات لإقناع النظام
خلال جلسة أمس، أبلغ مدير تنسيق مكتب الأمم المتحدة، راميش راجاسينغهام، الأعضاء بالرسالة التي تلقاها من النظام السوري، حول موافقته على فتح معبر باب الهوى أمام المساعدات، مدة ستة أشهر.
وقال إنه لا يزال يتواصل مع حكومة النظام من أجل السماح بفتح المعبر “بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية والحياد والاستقلال”.
وأضاف أن “الأوضاع مستمرة بالتدهور في جميع أنحاء سورية، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسبة تزيد عن 90% عام 2023، ما جعل المواد الغذائية الأساسية وغيرها من الضروريات بعيدة عن متناول ملايين العائلات”.
وبحسب المسؤول الأممي “فإن أكثر من نصف السكان (12 مليون شخص) ليس لديهم ما يكفي من الطعام”.
مضيفاً: “هناك 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع”.
وحذر من أنه في حالة عدم وجود تمويل عاجل، سيتعين على العاملين في المجال الإنساني اتخاذ “خيارات صعبة مرة أخرى هذا العام”.
وكان النظام السوري أعلن بشكل “مفاجئ” موافقته على تمديد إيصال المساعدات لشمال غربي سورية ستة أشهر.
إلا أن الأمم المتحدة تحدثت عن شروط وضعها الأسد مقابل ذلك، وقالت إنها “غير مقبولة”.
ويشترط النظام إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على عملية إيصال المساعدات لشمال غربي سورية.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة “يجب ألا تتواصل مع المنظمات والجماعات الإرهابية في شمال غرب سورية”، حسبما نقلت وكالة “رويترز”.
بدائل غربية
بموازاة ذلك، قال دبلوماسيون ومسؤولو إغاثة إن القوى الغربية تعمل على إيجاد آلية بديلة لإيصال المساعدات لشمال غربي سورية، تتخطى من خلالها المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة.
ونقلت صحيفة “ذا ناشيونال” عن مسؤولين أوروبيين، الجمعة الماضي، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، تعمل على إنشاء صندوق مساعدات لشمال غربي سورية.
وتهدف هذه الآلية إلى توزيع المساعدات باستخدام المنظمات المحلية في المنطقة، بما يعكس الطريقة التي تعمل بها الأمم المتحدة.
وكانت الدول الغربية أطلقت صندوقاً لدعم مناطق شمال غربي سورية، في مايو/ أيار الماضي.
وخصصت الدول 40 مليون دولار، كدعم للمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وستكون هذه الآلية شبيهة بالآلية الأممية العابرة للحدود، والتي تتقدم فيها المنظمات السورية بطلب للحصول على التمويل.
ويأتي ذلك بعد فشل مجلس الأمن بتمديد قرار المساعدات الأممية العابرة للحدود لشمال غربي سورية، وسط مباحثات مستمرة منذ أسبوعين.
إذ استخدمت روسيا “الفيتو” ضد مشروع قدمته البرازيل وسويسرا، ويقضي بتمديد الآلية 9 أشهر عبر معبر باب الهوى الحدودي.
وطرحت موسكو مشروع قرار منافس يقضي بإدخال المساعدات عبر باب الهوى الحدودي مع تركيا مدة 6 أشهر فقط.
لكنه فشل في الحصول على 9 أصوات مؤيدة، وهو الحد الأدنى لتمرير أي قرار في مجلس الأمن.