أعلنت الأمم المتحدة أنها اضطرت إلى قطع المساعدات الغذائية والمدفوعات النقدية لملايين الأشخاص في العديد من البلدان، بسبب “أزمة تمويل”.
وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لـ”برنامج الغذاء العالمي” إن 38 دولة على الأقل من بين 86 دولة يعملون فيها شهدت بالفعل تخفيضات أو تخطط لقطع المساعدات قريباً.
ومن الدول أفغانستان وسورية واليمن وغرب إفريقيا.
وأضاف سكاو بحسب ما نقلت “أسوشيتد برس” أن الاحتياجات التشغيلية للبرنامج تبلغ 20 مليار دولار لإيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين، لكنها تستهدف ما بين 10 و 14 مليار دولار، وهو ما تلقته الوكالة في السنوات القليلة الماضية.
وتابع: “ما زلنا نهدف إلى ذلك، لكننا حتى الآن فقط هذا العام حصلنا على حوالي نصف ذلك، أي حوالي 5 مليارات دولار”.
“تخفيض تدريجي”
وأوضح المسؤول الأممي أن “برنامج الأغذية العالمي” اضطر في مارس الماضي إلى خفض الحصص الغذائية من 75 بالمئة إلى 50 بالمئة للمجتمعات في أفغانستان، التي تواجه مستويات طارئة من الجوع.
وفي مايو/أيار الماضي اضطر البرنامج إلى قطع الطعام عن 8 ملايين شخص، وقال إنه الآن يساعد فقط 5 ملايين شخص.
وأشار سكاو إلى أن 5.5 مليون شخص يعتمدون على “برنامج الأغذية العالمي” في الغذاء في سورية يحصلون بالفعل على حصص بنسبة 50 بالمئة.
لكن في يوليو / تموز قطعت الوكالة جميع الحصص الغذائية إلى 2.5 مليون منهم.
وخفض “برنامج الأغذية العالمي” في الأراضي الفلسطينية مساعداته النقدية بنسبة 20 بالمئة في مايو ويونيو.
وقال إن فجوة التمويل الضخمة في اليمن ستجبره على قطع المساعدات عن 7 ملايين شخص في أغسطس/آب المقبل.
ولا تزال أكبر أزمة غذاء وتغذية في التاريخ مستمرة، وهذا العام لا يزال 345 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بينما يتعرض مئات الملايين من الناس لخطر تفاقم الجوع.
ويعتبر الصراع وانعدام الأمن المحركين الرئيسيين للجوع الحاد في جميع أنحاء العالم.
ويضاف إليهما، بحسب ما قال المسؤول الأممي سكاو تغير المناخ والكوارث المستمرة وتضخم أسعار المواد الغذائية المستمر وضغوط الديون المتزايدة.
وبينما يتطلع “برنامج الأغذية العالمي” إلى تنويع قاعدة تمويله، حث أيضاً الجهات المانحة التقليدية للوكالة على “تكثيف الدعن خلال هذا الوقت الصعب للغاية”.
ماذا عن سورية؟
وفي الثامن عشر من يوليو الحالي كان “الأغذية العالمي” قد أعلن أن المزيد من التخفيضات في المساعدات الغذائية للاجئين في الأردن أصبحت حتمية بسبب نقص التمويل.
وأضاف أنه “سيضطر البرنامج إلى تخفيض قيمة المساعدات الشهرية بمقدار الثلث لجميع اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق والبالغ عددهم 119 ألف لاجئ”.
وابتداء من شهر آب/أغسطس، سيحصل اللاجئون السوريون في المخيمات على تحويل نقدي مخفّض قدره 21 دولارا أمريكياً أو ما يعادل 15 ديناراً أردنياً للفرد شهرياً، بعد أن كان المبلغ 32 دولاراً أمريكياً أو ما يوازي 23 ديناراً أردنياً.
وقال المدير القطري والممثل المقيم لبرنامج “الأغذية العالمي” في الأردن، ألبرتو كوريا مينديز: “نشعر بقلق بالغ إزاء تراجع حالة الأمن الغذائي لدى الأسر اللاجئة، ولكن مع نقص التمويل فإن أيدينا مقيدة”.
وأضاف أنه “من المرجح أن تؤدي هذه التخفيضات إلى زيادة استراتيجيات التأقلم السلبية لدى المستفيدين”.
وتشمل استراتيجيات التأقلم السلبية عمالة الأطفال، وانقطاع الأطفال عن الدراسة وزواج الأطفال، وتراكم المزيد من الديون التي ارتفعت بنسبة 25 في المئة بين اللاجئين في المخيمات مقارنة بالعام الماضي.
يذكر أن مصادر دخل الاجئين في المخيمات محدودة حيث يعمل 30 بالمئة فقط من البالغين، ومعظمهم في وظائف مؤقتة أو موسمية.
وتشكل المساعدات النقدية مصدر الدخل الوحيد لـ 57 بالمئة من سكان المخيمات.