تشهد أرياف دير الزور الشمالية والشرقية اشتباكات بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وبين قوات مجلس دير الزور العسكري لليوم الثاني على التوالي، على خلفية اعتقال قائد المجلس أحمد الخبيل الملقب بـ”أبو خولة”.
وذكرت شبكات إخبارية، اليوم الأربعاء، أن قرى وبلدات الصور وبريهة والحريجة والعزبة وقرية زغير جزيرة غربي دير الزور، شهدت هجمات لعناصر المجلس على مقرات “قسد”.
وقالت شبكة “فرات بوست” المحلية إن الاشـتباكات دارت بين عناصر المجلس ومقاتلي العشائر من طرف، وبين “قسد” من طرف آخر في بلدة ذيبان.
وأضافت الشبكة أن جميع محاولات “قسد” باقتحام بلدة العزبة، التي تعتبر خط الدفاع الأول في بلدات وقرى الريف الشمالي، قد فشلت.
وأشارت المصادر، ومن بينها الصحفي ابن المنطقة زين العابدين، أن بلدة ذيبان، وهي كُبرى بلدات الريف الشرقي ومعقل مشيخة قبيلة العكيدات، شهدت اشتباكات عنيفة.
وقال زين العابدين عبر “تويتر” أن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على جميع حواجز الشارع العام ونقاط “قسد” على نهر الفرات.
وأشار إلى أن مسلحين في بلدة الطيانة شرق دير الزور هاجموا مقرات وحواجز “قسد”، كما هاجم أبناء العشائر في الشحيل مقرات وحواجز “قسد”.
#ديرالزور
قـ.ـوات العشائر العربية ومجلس ديرالزور العسـ.ـكري يطردون حاجزاً لميـ.ـليـ.ـشيا PKK/PYD في قرية البحرة شرق ديرالزور pic.twitter.com/y54UhjlfTf— صهيب اليعربي (@SOHEB2019) August 29, 2023
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 22 شخصاً بينهم ستة عناصر من “قسد”.
وقال المرصد إن “قسد” استقدمت تعزيزات عسكرية، من بينها دبابات ورشاشات ثقيلة، وتمركزت بالقرب من مطعم أمان عند مدخل العزبة.
وبالتوازي مع الاشتباكات تعالت الأصوات من شيوخ العشائر وممثليها في دير الزور والشمال السوري بقتال “قسد”.
وحسب “دير الزور 24″ المحلية فإن وجهاء عشيرة “البكير” وبعض عشائر دير الزور عقدوا اجتماعاً في قرية الحريجة، وأمهلوا “قسد” 12 ساعة للإفراج عن أبو خولة.
وهدد وجهاء العشيرة بإعلان النفير العام للعشائر ضد “قسد” في حال عدم الإفراج عن أبو خولة، وسيكون كل موقع يتبع لـ”قسد” هدفاً لمقاتلي العشائر، وفق قولهم.
كما عقد شيوخ ووجهاء عشير البقارة اجتماعاً في بلدة حوايج ذياب بالريف الغربي، ودعوا إلى ضبط النفس، وإطلاق سراح أبو خولة.
كما أصدر أبناء القبائل والعشائر في ريف حلب الشمال وتل أبيض بريف الرقة، بيانات مصورة أكدت على وقوفهم ضد “قسد”.
واعتبروا أن “المعركة مصيرية” ضد “قسد” وطالبوا بفتح الطرقات لمؤازرة العشائر في معركتها.
وفي بيان لقبيلة الجبور طالبت أبناءها بالانشقاق عن “قسد” و عدم المشاركة في المعارك ضد العشائر.
بيان من قبيلة الجبور تطالب ابناءها بالانشقاق عن قسد و عدم المشاركة في المعارك ضد العشائر في دير الزور
— Bilal بلال (@Bilal_aljaber18) August 29, 2023
من جانبه، توعد القيادي في المجلس العسكري وشقيق أبو خولة، أدهم الخبيل، “قسد” بمعركة كبيرة.
وهدد الخبيل بعد تمكنه من الفرار من الحسكة، بإعدام أسرى قسد في حال لم يتم الإفراج عن قادة مجلس دير الزور العسكري المُعتقلين.
وكانت الاشتباكات بدأت بعد دعوة “قسد” لقائد المجلس أحمد الخبيل وقادة في الصف الأول يتبعون له، إلى اجتماع في “استراحة الوزير” في مدينة الحسكة.
“قسد” تعتقل “أبو خولة”.. تفاصيل حملة بدأت من “استراحة الوزير”
وفي أعقاب ذلك أقدمت على اعتقاله، بينما حاصرت قادة الصف الأول ومجموعة يقودها شقيقه الشيخ جلال الخبيل.
ويعتبر “دير الزور العسكري” أحد مكونات “قسد”، لكن العلاقة بينهما كانت قد تفجرت لأكثر من مرة، ووصلت ذروتها مطلع الشهر الحالي بعد اشتباكات خمدت بتدخل من جانب “التحالف الدولي”.
وتعليقاً على ما يجري قال الصحفي “زين العابدين” إن “قسد الآن في مأزق كبير، كانت تُراهن على الحسم السريع في منطقة جغرافية كانت تظنها في المتناول، وهي ناحية الصوّر معقل أبو خولة، إضافةً لسوء تقديرها للوضع حيث كانت تعتقد أن اعتقال قيادات مجلس دير الزور العسكري سيؤدي لتلاشي عناصر الفصيل”.
ويضيف أن “المقاومة الشعبية الحاصلة في دير الزور الآن لم تعد لها علاقة بأحمد الخبيل أبو خولة، الشعب هنا يعتبر خطوة قسد هذه هجوم على سكان المنطقة، ومحاولة لتحييد المكون العربي عن الحكم وتهميشه أكثر”.
المقاومة الشعبية الحاصلة في ديرالزور الأن لم تعد لها علاقة بأحمد الخبيل أبو خولة، الشعب هنا يعتبر خطوة قسد SDF هذه هجوم على سكان المنطقة، ومحاولة لتحييد المكون العربي عن الحكم وتهميشه أكثر، اليوم سالت دماء لأكثر من 10 شباب من ديرالزور، والمقاومة تشتد والأعداد تتزايد فعلياً
1/
— زين العابدين | Zain al-Abidin (@DeirEzzore) August 29, 2023