أعلن نظام الأسد، أمس الأربعاء، عن قصف إسرائيلي استهدف محافظة طرطوس وحماة في هجومين بأوقات مختلفة.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي لا يعلق على ضربات محددة في سورية، لكن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن القصف والهدف منه.
القصف الأول كان حوالي الساعة الخامسة بتوقيت دمشق، عن طريق البحر باتجاه طرطوس.
وقالت وكالة أنباء النظام “سانا” نقلاً عن مصدر عسكري أن “رشقات من الصواريخ نفذت من اتجاه البحر المتوسط، واستهدفت بعض مواقع الدفاع الجوي في طرطوس”.
وأضاف المصدر أن القصف أدى إلى مقتل جنديين اثنين وإصابة ستة آخرين بجروح، إضافة إلى بعض الخسائر المادية.
لكن إذاعة “شام إف إم” المحلية ذكرت أن القصف الإسرائيلي استهدف قرية الجماسة بريف طرطوس الجنوبي.
وحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن القصف استهدف مستودعاً تابعاً لـ”حزب الله” اللبناني.
مضيفاً أنه استهدف أيضاً قاعدة دفاع جوي تابعة لقوات الأسد بقرية كرتو، التي تبعد 10 كيلومترات عن موقع الاستهداف الأول.
توقيت “غير عادي”
من جانبها، وصفت “القناة 14” الإسرائيلية توقيت الهجوم على طرطوس أنه “غير عادي”.
وذلك على اعتبار أن معظم القصف الإسرائيلي كان يحدث في وقت متأخر من الليل.
وبعد ساعات شن الطيران الإسرائيلي غارات جوية على بعض النقاط في محافظة حماة، أدت إلى خسائر مادية حسب رواية النظام.
وقبل القصف بدقائق، نشر ناشطون تسجيلات قالوا إنها لطيران حربي على علو منخفض فوق مدينة طرابلس اللبنانية.
وحسب مصدر عسكري لوكالة “سانا” فإن إسرائيل نفذت “عدواناً جوياً من اتجاه شمال لبنان مستهدفاً بعض النقاط في محيط حماة”.
وذكرت صحيفة “مكور ريشون“، الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، أن هدف الهجوم المبكر على طرطوس كان إلحاق الضرر بأنظمة الدفاع الجوي وتمهيد الطريق للهجوم الثاني.
وأشارت إلى أن الهجوم الإسرائيلي الثاني على حماة “كان موجهاً ضد شحنة أسلحة متطورة شقت طريقها من إيران باتجاه سورية وكانت وجهتها النهائية لبنان”.
من جانبه، اعتبر المحلل المختص بالشأن الإيراني ضياء قدور، أن “الغارات الإسرائيلية على محافظة طرطوس نادرة عادة”.
لكن “الأكثر ندرة منها هي الغارات في وضح النهار”، وفق تعبيره.
وأكد أن “ضربة نظام الدفاعات الجوية في طرطوس لم تكن سوى ضربة تمهيدية للضربة الرئيسية في حماة”.
ونشر صورة جوية لقاعدة الدفاع الجوي في الجماسة في طرطوس، وعلق بالقول “يبدو أنها شهدت مؤخراً انتشار منظومة دفاعية أو رادارية إيرانية كان بإمكانها عرقلة عمل الطيران الإسرائيلي”.
ومن بداية العام الحالي نفذت إسرائيل 28 حادثة قصف استهدفت بها الأراضي السورية، 21 منها جوية و7 هجمات صاروخية للقوات البرية، حسب المرصد السوري.
ولا يعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن تلك الهجمات.
لكنه أقر بشن مئات الغارات ضد الجماعات المدعومة من إيران، التي تحاول الحصول على موطئ قدم في البلاد منذ سنوات.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم أيضاً شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، وعلى رأسها “حزب الله” اللبناني.