“الشرق الأوسط”: نظام الأسد لم يقدم شيء بعد الانفتاح العربي
نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إن نظام الأسد لم يقدم أي شيء بخصوص الملفات الثلاث التي شكّلت أساس الانفتاح العربي الأخير.
والملفات هي ضمان عودة اللاجئين إلى بلادهم، والمضي بمسار الحل السياسي، إلى جانب اتخاذ خطوات فعلية لوقف تدفق المخدرات وحبوب “الكبتاغون”.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية، اليوم الاثنين، أن “النظام السوري لم يقدّم التسهيلات الأمنية والسياسية المطلوبة لوقف تصدير الممنوعات، وعلى رأسها الكبتاغون، إلى دول الجوار”.
كما امتنع عن التجاوب مع المتطلبات المؤدية للانتقال بدمشق تدريجياً إلى مرحلة الدخول في الحل السياسي لإنهاء الحرب في سورية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن نظام الأسد “يسعى باستمرار إلى رمي مسؤولية عدم استقباله للنازحين على عاتق المجتمع الدولي، بذريعة عدم تجاوبه مع دعوته للمساهمة في إعمار سورية.
وكشفت أن “البرنامج الذي كانت أعدّته سابقاً الحكومة السورية بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لإعادة النازحين الذين لجأوا إلى لبنان، أصابته حالات من الخلل”.
وذلك “لأن الأجهزة الأمنية السورية أصرت على التدقيق في اللوائح الخاصة بأسماء الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم، واستثنت منهم المئات لدوافع أمنية وسياسية”.
وتابعت المصادر أن “النظام السوري ليس في وارد تقديم التسهيلات للحكومة اللبنانية في مقابل حجبها عن اللجنة الوزارية العربية، رغم أن لديه مصلحة في المضي بتطبيع علاقاته العربية بعد عودة سورية إلى الجامعة العربية”.
ومنذ شهر مايو/ أيار الماضي، تسير الدول العربية بعلاقاتها المستجدة مع النظام السوري على مبدأ “خطوة مقابل خطوة”.
ويشمل ذلك كل من السعودية التي استضافت القمة العربية واجتماع “جدة التشاوري” بشأن سورية، إضافة إلى الأردن التي عقدت اجتماعاً تشاورياً في عمّان، ومصر.
ويقوم المبدأ المذكور على ضرورة تقديم خطوات من جانب العواصم العربية وفي مقابلها من جانب النظام السوري، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية التي تم التأكيد عليها مراراً.
وما تزال قضية “تهريب المخدرات” من سورية إلى الأردن ودول الخليج قائمة حتى الآن، فيما لم تشهد “عودة اللاجئين” أي بادرة إيجابية من النظام السوري.
وأيضا فيما يتعلق بمسارات الحل السياسي، وأبرزها “مسار اللجنة الدستورية السورية”.
وكان رأس النظام السوري، بشار الأسد قد تطرق إلى الملفات الثلاث خلال مقابلته التلفزيونية مع قناة “سكاي نيوز عربية“، وأشارت كلماته حينها إلى عدم وجود أي نية لتقديم أي شيء ملموس على أرض الواقع.
وعلى العكس هاجم النظام السوري الجامعة العربية واعتبر أن العودة إليها “شكلية”، بينما حمّل مسؤولية تدفع الكبتاغون لـ”الدول التي دعمت الإرهاب إلى سورية”، حسب تعبيره.
وفي غضون ذلك ربط الأسد بين عودة اللاجئين وبين إعادة الإعمار، معتبراً أن كثيراً من اللاجئين يريدون العودة لكن تدمير البنى التحتية تمنعهم من ذلك، حسب وصفه.