السعودية وإسرائيل.. تصريحات “إيجابية” تقابلها عقبات التطبيع
بدأت التصريحات الإيجابية بين السعودية وإسرائيل تطفو على السطح برعاية أمريكية، ما قد يفضي لعقد صفقة ثلاثية محورها تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وخلال الأشهر الماضية كانت المداولات السرية بين الأطراف الثلاثة تقتصر على ما تسربه وسائل الإعلام من مفاوضات وشروط سعودية لقبول التطبيع.
لكن شهدت الساعات الماضية تصريحات وصفت بـ”الإيجابية” من قبل مسؤولين سعوديين وإسرائيليين حول هذا المسار.
“سلام تاريخي”
وفي أول تعليق على المفاوضات، أعلن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن “اقتراب التطبيع بين المملكة وإسرائيل”.
وقال بن سلمان، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أمس الأربعاء، إن “الإدارة الأمريكية قدمت مقترحاً لإقامة علاقات مع إسرائيل، وفي حال نجحت أمريكا في ذلك فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة”.
وأضاف أن “المحادثات بشأن إقامة العلاقات مستمرة وجيدة، ونصبح أقرب كل يوم بشأن ذلك”.
تصريحات بن سلمان سبقها تأكيد من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إمكانية التوصل إلى “سلام تاريخي” مع السعودية.
وجاء ذلك خلال لقاء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مدينة نيويورك الأمريكية على هامش أعمال الدورة الـ78 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء.
وقال نتنياهو لبايدن “أعتقد أنه تحت قيادتكم، سيدي الرئيس، سنكون قادرين على إقامة سلام تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية”.
واعتبر أن “هذا السلام سوف يسهم كثيراً في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق المصالحة بين العالم الإسلامي والدولة اليهودية وتعزيز السلام الحقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين. إنه شيء في متناول اليد”.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن فرص التوصل إلى اتفاق تطبيع مع الرياض “أكبر من أي وقت مضى”.
وحسب قناة “الحرة” الأمريكية فإن الاتفاق مع السعودية قد يستغرق وقتاً “لكن هناك تقدماً”.
وتوقع الوزير الإسرائيلي أن يتم الوصول إلى مرحلة يتم فيها الانتهاء من تفاصيل الاتفاق “في الربع الأول من عام 2024، بعد أربعة أو خمسة أشهر”.
صفقة معقدة
ورغم التصريحات الإيجابية من قبل الأطراف، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية وصفت الصفقة بأنها “معقدة”، بسبب الشروط السعودية.
وتشترط الرياض تقديم إسرائيل تنازلات بشأن تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة، ودعم إقامة برنامج نووي في المملكة.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الخميس، فإن “نتنياهو أمر كبار المسؤولين الأمنيين والنوويين في إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمفاوضات حول التوصل إلى حل وسط يسمح للمملكة العربية السعودية بأن تصبح ثاني دولة بتخصيب اليورانيوم في الشرق الأوسط”.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن “المسؤولين في إسرائيل يعملون سراً مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية”.
واعتبرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن الطريق إلى اتفاق التطبيع لا يزال “طويلاً ومليئاً بالعثرات”.
وقالت الصحيفة إن الصفقة تواجه عقبات من بينها “القضية الفلسطينية والرغبة السعودية في تخصيب اليورانيوم ذاتياً، وهما نزاعان سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق بشأنهما”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك “احتمالاً كبيراً بأن تفشل جهود الأطراف الثلاثة”.
غضب في إسرائيل
الحديث عن التوصل إلى اتفاق أثار غضب المعارضة الإسرائيلية، إذ ذكرت صحيفة “معاريف” أن عدداً من أعضاء الكنيست الإسرائيلي أعربوا عن قلقهم من “التداعيات الأمنية الناجمة عن الاتفاق مع السعودية”.
وعلق وزير الزراعة في الحكومة الإسرائيلي آفي ديختر، أنه “إذا اتبعت إسرائيل المسار الذي ستقوم فيه المملكة العربية السعودية بتخصيب اليورانيوم، فإن هذا سيقلقه”.
وأضاف ديختر، وهو رئيس الشاباك السابق الإسرائيلي، أن “قضية الطاقة النووية في الشرق الأوسط شغلتنا لسنوات عديدة، وكلما زاد التطور النووي باتجاه إشكالي، كانت إسرائيل تتحرك، وهو ما حدث عام 1981 في بغداد وعام 2008 في سورية”.
وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ألمح إلى ضرورة حصول الرياض على سلاح نووي في حال حصلت عليه طهران.
وقال إنه “إذا حازت إيران سلاحاً نووياً فلا بد للمملكة من حيازته بالمثل”.
مضيفاً “لا فائدة من حيازة الأسلحة النووية لأنه لا يمكن استخدامها، ونحن قلقون من حصول أي دولة على أسلحة نووية”.
ورغم رفضه للتسلح النووي في المنطقة، إلا أنه أكد أن “توازن القوى في المنطقة يتطلب حصولنا على سلاح نووي متى ما حصلت عليه إيران”.