تشير تصريحات مسؤولين إلى أن زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد للصين لم يتمخّض عنها أي خطوات فعلية، رغم أنها حققت “قفزة جديدة”، حسب تعبيرهم.
وقال وزير خارجية النظام الذي يرافق الأسد، فيصل المقداد، يوم الجمعة، إن “العلاقات بين سورية والصين تطورت كثيراً خلال السنوات الأخيرة”، وإن “الصين أصبح لها دور بارز على مختلف المستويات”.
وأضاف وفق ما نقلت “سانا” أن “الألعاب الآسيوية ستضفي جواً من البهجة على هذه اللقاءات المهمة بين القيادتين السورية والصينية”، مشيراً إلى أن “السوريين ممتنون ويشعرون بالارتياح لكل التحضيرات التي قامت بها بكّين، من أجل إنجاح دورة الألعاب الآسيوية”.
ولم يتطرق المقداد إلى أية مخرجات فعلية، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، بينما بقيت “القفزة” التي تحدث عنها “في الهواء”.
وانعكس ذلك من حديث مستشارة الأسد، لونا الشبل لصحيفة “تشرين“، يوم السبت.
إذ قالت إن “الصين أسست شكلاً جديداً في السياسة العالمية، فنجحت بأن تكون دولة كبرى وقوية اقتصادياً دون أن تفقد أخلاقها وإنسانيتها”.
وأضافت أنها “تلعب دور التوازن على الساحة الدولية وتؤسس لطريق جديد في التنمية المشتركة والرفاه للجميع”.
وفي حين اعتبرت الشبل أن “سورية بحجمها الجيوسياسي تشكل جزءاً أساسياً من الرؤية الصينية للاستقرار في العالم”، لم تشر إلى أية مخرجات تتعلق بالزيارة، والتي بدت على أنها “رحلة استجمام لعائلة الأسد” على نحو أكبر.
ومنذ يوم الخميس يجري رأس النظام، بشار الأسد زيارة إلى الصين مع أفراد من عائلته وزوجته أسماء، إلى جانب وفد سياسي واقتصادي لم توثق كاميرات وسائل الإعلام النقاشات التي أجروها.
وقال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الجمعة، بعد اجتماعه مع الأسد في بكين إن الجانبين أقاما “شراكة استراتيجية”.
وأضاف: “في مواجهة الوضع الدولي المليء بعدم الاستقرار وعدم اليقين، الصين مستعدّة لمواصلة العمل مع سورية، والدعم القوي المتبادل بينهما، وتعزيز التعاون الودّي”.
وأكد أن العلاقات بين البلدين “صمدت أمام اختبار التغيرات الدولية”، وأن “الصداقة بين البلدين تعزّزت بمرور الوقت”.
من جانبه، أعرب الأسد عن تطلّعه لـ”دور الصين البنّاء على الساحة الدولية ونرفض كل محاولات إضعاف هذا الدور عبر التدخل في شؤون الصين الداخلية أو محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي أو في جنوب شرق آسيا”.
وأضاف أن “الزيارة مهمة بتوقيتها وظروفها، حيث يتشكل اليوم عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار”.
ورغم غيابها عن المشهد العسكري، تعتبر الصين من الدول الداعمة للنظام السوري منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضده عام 2011.
وتركز الدعم الصيني للنظام خلال السنوات الماضية ضمن المسارين السياسي والاقتصادي.