تشير جميع المعطيات وتحركات وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين إلى أنهم يسيرون باتجاه تنفيذ هجوم بري في قطاع غزة، رداً على الهجوم الذي أطلقته حركة “حماس”، في السابع من أكتوبر الحالي.
وبينما يغيب التوقيت المحدد للعملية وتداعياتها جاء في مقال تحليلي أن “إسرائيل تتجه نحو الفخ”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد زار جنود جيشه على حدود غزة، أمس الخميس، وقال: “ترون غزة الآن من مسافة بعيدة، وسوف ترونها قريباً من الداخل”.
وقال غالانت للجنود: “أنا مكلف بقيادتنا إلى النصر. سنكون دقيقين وقويين، وسنواصل العمل حتى ننجز مهمتنا”.
وبعد وقت قصير من تصريح غالانت، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقطع فيديو يظهر فيه مع القوات بالقرب من الحدود و”يعدها بالنصر”.
עם הלוחמים. מוכנים. pic.twitter.com/mVjwEFQXgC
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) October 19, 2023
وتستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع مع دخول التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الرابع عشر، وسط استمرار الغارات، وتفاقم معاناة المدنيين بسبب فقدان الاحتياجات الأساسية.
وفي أحدث حصيلة نشرتها “وزارة الصحة الفلسطينية”، قتل نحو 3800 شخص وأصيب أكثر من 12 ألفا بجروح، معظمهم مدنيون، وسط تقديرات بوجود المئات تحت الأنقاض بحسب مسؤولين في غزة.
وفي الضفة الغربية قتل أكثر من 79 شخصاً وأصيب حوالي 1300 بجروح، منذ السابع من أكتوبر الحالي.
ولن تكون الحملة البرية المحتملة “قصيرة” كما يشير المسؤولون في إسرائيل، إذ ستكون “طويلة وستستغرق بعض الوقت”، حسبما نقلت “الغارديان” عن مسؤول أمني إسرائيلي.
“نحو الفخ؟”
وكانت إسرائيل قد استدعت 360 ألف جندي احتياطي، وحشدت جيشاً ضخماً حول الشريط الساحلي الضيق لغزة.
في المقابل عززت الدفاعات على الحدود الشمالية ضد احتمال وقوع هجوم من “حزب الله” في لبنان.
وجاء في مقال تحليلي لحسين إبيش الباحث في “معهد دول الخليج العربية” في واشنطن، ونشرته مجلة “أتلانتيك”، اليوم الجمعة، أن “حركة حماس وإيران تحاولان استدراج الإسرائيليين للدخول إلى غزة، لمواجهة طويلة الأمد”.
ويقول كاتب المقال أن “حماس لم تكن لتخطط بدقة لهجومها الجريء من دون التخطيط والاستعداد لمثل هذا الرد المضاد المتوقع على الأرض”.
ورجّح أن يواجه الجيش الإسرائيلي مقاومة شديدة في غزّة، “فقد سيطرت إسرائيل على القطاع من الخارج، لكن ليس من الداخل”.
لكن وبحسب ما نقلت “الغارديان” عن مسؤولين إسرائيليين فإنه وعلى مدار الأعوام الستة عشر الماضية منذ استيلاء “حماس” على السلطة في غزة، خاضت إسرائيل ثلاثة صراعات كبيرة معها.
وأضافوا أن تلك الحملات كانت تهدف إلى إبقاء الحركة “تحت السيطرة بدلاً من تدميرها”.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير: “كانت الاستراتيجية تتمثل في وجود فجوة أطول في كل مرة بين الصراعات المختلفة، لكنها فشلت ولا يمكن أن يحدث ذلك بعد الآن”.
وأضاف:” يتعين علينا أن ندخل غزة، علينا أن نزيل حماس من الجذور، ليس فقط عسكرياً، ولكن أيضاً اقتصادياً، هذه هي الفكرة الآن ونحن نستعد لذلك”.