كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تفاصيل المفاوضات الأولى التي جرت بين إسرائيل و”حماس” لوقف التصعيد على غزة، بوساطة قطرية- مصرية.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها، مساء أمس الاثنين، عن ثلاثة مسؤولين مطلعين على المفاوضات قولهم إن “حماس” وإسرائيل وقطر ومصر أجروا محادثات خلال الأيام الماضية.
وتضمنت المحادثات مقترحاً بإطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيلياً لدى “حماس”، مقابل أن تسمح إسرائيل بإدخال الوقود إلى قطاع غزة.
لكن إسرائيل رفضت تحت مزاعم أن الوقود قد يصل لأيدي مقاتلي “حماس”، ويمكن أن يتحول لأغراض عسكرية ضد إسرائيل، وفق المسؤولين المطلعين.
وبحسب الصحيفة فإن المفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة، لكن إسرائيل لم توافق على إيصال الوقود إلى غزة عبر مصر.
تفاصيل صفقة “فاشلة”
وتتزايد الضغوط الشعبية على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق مع “حماس” لإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم الحركة خلال عملية “طوفان الأقصى”.
وقال مسؤولون أميركيون وأجانب لـ”وول ستريت جورنال” إن الحكومات الأمريكية والأوروبية تسعى إلى إقناع إسرائيل بوقف غزوها البري لقطاع غزة، لإتاحة مزيد من الوقت للإفراج عن الرهائن.
وفي الوقت نفسه، تضغط عدة دول على “حماس” لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين أمريكيين “أوصوا إسرائيل بعدم التسرع في شن هجوم بري، قبل أن تتاح لواشنطن فرصة نشر الأصول العسكرية والاستعداد للاستخدام في حال توسع الصراع”.
وقال المسؤولون إن هذا سيسمح أيضاً لقطر بمواصلة العمل لتأمين إطلاق سراح الرهائن الإضافيين.
وكانت “حماس” قد أفرجت أمس عن امرأتين مسنّتين كانتا محتجزتين لديها، وقالت إن عملية الإفراج تمت “لأسباب إنسانية”.
وكذلك أفرجت يوم الجمعة الماضي عن أسيرتين، هما أم وابنتها.
وبعد هذه “الانفراجة” اصطدمت المحادثات بالعقبات، وفق الصحيفة، حيث ربطت “حماس” إطلاق سراح المزيد من الرهائن بالمساعدات الإنسانية التي بدأت بالدخول إلى غزة، الجمعة الماضي.
وأبلغت “حماس” المفاوضين أنها ستوافق على إطلاق سراح ما يصل إلى 50 رهينة بينهم أجانب، إذ لا يزال هناك ما لا يقل عن 10 أميركيين بين الرهائن في غزة.
ومع ذلك، فقد برز الوقود كأحد العقبات الرئيسية في المحادثات مع “حماس”، خاصة أن مسؤولين إسرائيليين قالوا في وقت سابق إن تل أبيب لن تسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة.
وتضمنت المفاوضات المتعلقة بالمساعدات مسألة من يجب أن يقوم بتفتيش القوافل الإنسانية المتجهة إلى غزة.
وتصر إسرائيل على تفتيش المساعدات “لضمان عدم وصول أي أسلحة أو مواد أخرى غير المساعدات إلى غزة على متن الشاحنات”.
وكانت “كتائب القسام”، الذراع العسكري لـ”حماس”، شنت هجوماً صاروخياً تبعه تسلل غير مسبوق لمقاتليها إلى المستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
وحمل الهجوم الذي تم تنفيذ يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري اسم عملية “طوفان الأقصى”.
وعقب ذلك شن الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، منذ 12 يوماً، عبر سلسلة من المجازر الجماعية التي يرتكبها، في ظل تواصل قصفه العنيف على الأحياء السكنية واتباعه سياسة الأرض المحروقة.