تدابير أمريكية بالشرق الأوسط: بلينكن يحذر إيران والبنتاغون يكشف تفاصيل
في ضوء ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تصاعد التوترات السياسية والأمنية، جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، تتخذ القوات الأمريكية إجراءات طارئة لحماية قواتها، وفق تقارير وتصريحات مسؤولين.
وبينما تتزايد مخاوف واشنطن من هجمات تستهدف قواعدها، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن تبني سياسات حازمة تجاه إيران.
محذراً بوضوح من أي تصعيد يمكن أن يطال القوات الأمريكية أو حلفاءها في المنطقة.
وبحسب ما قاله مسؤولون أمريكيون لوكالة “رويترز” فإن الجيش الأمريكي يتخذ خطوات جديدة وإجراءات لحماية قواته في الشرق الأوسط.
وتشمل الإجراءات “زيادة الدوريات العسكرية الأمريكية.. وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات.. وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة وعمليات المراقبة الأخرى”.
كما تشمل “تعزيز المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية، وتعزيز الإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد، وتكثيف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف”.
تحذير لإيران
من جانبه، أرجع قائد القيادة المركزية الأمريكية، مايكل إريك كوريلا، هذه الإجراءات إلى زيادة الهجمات ومحاولات الهجوم على مواقع عسكرية أمريكية في المنطقة.
وأكد أن المراجعة المستمرة لإجراءات حماية القوات الأمريكية “أمر بالغ الأهمية”.
وشدد على أن زيادة الإجراءات لحماية القوات ونشر قوات عسكرية أمريكية إضافية في المنطقة حال دون وقوع المزيد من الخسائر في صفوف القوات.
وتأتي الإجراءات الأمريكية في ظل تعرض القواعد الأمريكية في سورية والعراق لهجمات متكررة، المتهم الأول بها هو المليشيات الإيرانية المتمركزة على الحدود السورية- العراقية.
وكشف المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، أن القوات الأمريكية تعرضت لـ 13 هجوماً في العراق وسورية منذ 17 من الشهر الجاري.
وقال رايدر إن القوات الأمريكية تعرضت إلى 10 هجمات في العراق و3 في سورية، “ولن نتردد في اتخاذ أي قرار متعلق بالدفاع عن النفس”.
وأضاف أن “منفذي الهجمات مدعومون من إيران”، مؤكداً “وجود مخاطر تصعيد من مجموعات تحاول استغلال الوضع”.
إلا أن جهود الولايات المتحدة الأمريكية “تنصب على الردع وعدم توسع الصراع”، حسب رايدر.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن 24 عسكرياً أمريكياً أصيبوا الأسبوع الماضي في سلسلة من هجمات طائرات بدون طيار على القواعد الأمريكية في العراق وسورية.
وأضافت القيادة لموقع “NBC” الأمريكي، أن “20 جندياً أصيبوا بجروح طفيفة في 18 أكتوبر، عندما استهدفت طائرتان بدون طيار قاعدة التنف العسكرية في جنوب سورية”.
وفي اليوم نفسه، أصيب أربعة جنود آخرين بجروح طفيفة خلال هجومين منفصلين بطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد غرب العراق.
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق و900 جندي آخرين في سورية، ضمن مهام تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر عام 2014 على مساحات واسعة من الأراضي في البلدين.
بدوره، وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تحذيراً شديد اللهجة إلى إيران لمنع أي هجوم على القوات الأمريكية في المنطقة.
وقال بلينكن في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن حول غزة، إن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع مع إيران. لا نريد لهذه الحرب أن تتسع”.
لكن “إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها القوات الأمريكية في أي مكان، فسندافع عن مواطنينا، سندافع عن أمننا، بشكل سريع وحاسم”، حسب كلامه.
وتابع: “أقول لإيران لا تفتحوا جبهة جديدة في النزاع الجاري في المنطقة”.
وعملت واشنطن على تعزيز قواتها في سورية والعراق، خلال الأيام الماضية، عبر استقدام أسلحة ثقيلة مثل قاذفات صوريخ “هيمارس”.