قالت مصادر أردنية لوكالة “رويترز”، إن سبب طلب الأردن نشر منظومة الدفاع الجوي الأمريكية “باتريوت” على أراضيه يعود إلى تخوف عمّان من تورط إيران في حرب غزة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أردنيين كبار سابقين ومصدر أمني قولهم إن طلب المملكة يأتي تخوفاً من اتساع الصراع في الشرق الأوسط على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافوا أن “الأردن يطالب الآن بمعدات ودعم دفاعي أمريكي أكثر تقدماً، بسبب المخاوف من احتمال تورط إيران ووكلائها بشكل أعمق في أي صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط”.
وتوقع مسؤول أمني، طلب عدم نشر اسمه، استجابة سريعة من قبل الولايات المتحدة للطلبات الأردنية القائمة منذ فترة طويلة لـ”الحصول على مخزون كامل من الذخائر والمعدات التي كان تسليمها بطيئاً نسبياً”.
واعتبر العميد السابق في مديرية المخابرات العامة الأردنية، سعود الشرفات، أن الحصول على صواريخ “باتريوت” أصبح الآن “أمراً ملحاً”.
وأرجع السبب إلى “التصعيد الذي يقوم به وكلاء إيران الذين يكثفون بشكل متزايد هجماتهم بطائرات بدون طيار ويطلقون الصواريخ من سورية والعراق واليمن”.
وكان الجيش الأمريكي أعلن في 21 من الشهر الماضي، إرسال نظام الدفاع الصاروخي “ثاد” وصواريخ “باتريوت” إلى الشرق الأوسط.
إلا أنه رفض تحديد مكان تمركز هذه الصواريخ، واكتفى بالتأكيد أنها تأتي “رداً على الهجمات على القواعد الأمريكية في المنطقة من قبل إيران ووكلائها”.
مخاوف أردنية من ثلاث جبهات
من جانبه، أكد المتحدث باسم السفارة الأمريكية في عمان للوكالة أن “واشنطن تعمل مع الشركة المصنعة للطائرة إف-16 على تسليم طلبية الطائرة للأردن”.
وقال إن “المساعدات العسكرية الأمريكية للأردن تبلغ قيمتها أكثر من 600 مليون دولار سنوياً”.
وكان الناطق باسم الجيش الأردني العميد الركن، مصطفى الحياري، أكد الاثنين الماضي، أن الأردن طلب من واشنطن منظومة “باتريوت”.
وقال إن الطلب يرتبط بـ”التهديدات التي تحيط بنا من كافة الاتجاهات”، ومنها “الصواريخ البالستية”.
وأضاف: “باتريوت أفضل سلاح لمواجهة هذا التهديد، وخاصة أنه دفاعي ويستخدم للدفاع عن الأراضي فقط”.
ويأتي الكشف عن الطلب الأردني في ظل تصاعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط تخوف وتحذيرات من توسع الصراع ليشمل كل المنطقة.
باستثناء سورية ولبنان.. ثلاث دول ضمن “جغرافية الخطر” في حرب غزة
وكان الملك الأردني قال في تصريحات، الأسبوع الماضي، إن “المنطقة برمتها على شفا السقوط في هاوية”.
مضيفاً أن “خطر توسع الحرب حقيقي وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع”.
من جانبه، اعتبر نائب رئيس الوزراء الأسبق د. جواد العناني أنه “حتى الآن لا نرى نية حقيقية لإنهاء الحرب في غزة، وهذا يعني تسعير الحرب”.
وقال في تصريحات لصحيفة “الدستور” الأردنية، إنه إلى جانب جهة فلسطين “من الممكن أن يشهد الأردن دخول (الميليشيات) من الجهة الشرقية (العراق) بحجة الدفاع عن الفلسطينيين”.
مردفاً “هنالك الجهة الشمالية أيضاً (سورية)، وبالتالي أمامنا ثلاث جبهات مفتوحة، ومنظومة الدفاع الجوي هي نوع من الردع ويجب أن نكون متجهزين للاحتمالات المختلفة”.