قالت وزارة الخارجية الروسية إن إسرائيل لم تبلغ موسكو مسبقاً بالضربات التي نفذتها في سورية خلال الأيام الماضية، في تأكيدٍ للمعلومات التي أوردتها وكالة “بلومبيرغ” الجمعة.
وأوضح نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، اليوم السبت، أنه “وبعد تصاعد الصراع في الشرق الأوسط لا تبلغ إسرائيل بشكل عام روسيا عن الضربات على الأراضي السورية”.
وأضاف: “عادة لا يبلغوننا كقاعدة عامة”، ووفقاً له وبحسب ما نقلت وكالة “تاس” فإن روسيا لم تعرف عن الضربات إلا “بعد وقوعها”.
وكانت ضربات جوية إسرائيلية قد استهدفت مطاري حلب ودمشق الدوليين لأربع مرات، خلال أول أسبوعين من الحرب التي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة، بعد يوم السابع من أكتوبر.
كما استهدفت ضربات أخرى لمرتين ثكنات عسكرية لنظام الأسد في جنوب سورية، وأسفرت إحداها عن مقتل وإصابة عسكريين.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة، أمس الجمعة، قولها إن “إسرائيل لم تعد تحذر دائماً روسيا وبشكل مسبق من الهجمات التي تنوي شنها على الأراضي السورية”.
ويعكس ذلك تحولاً رئيساً في السياسة الإسرائيلية.
وأضافت الوكالة أن الهجمات المتزايدة تلعب دوراً أيضاً في “تفاقم العلاقات المضطربة بالفعل بين إسرائيل وروسيا”.
و”هناك خطر من ظهور سورية كجبهة جديدة في الحرب بين إسرائيل وحماس، وهو الوضع الذي تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون تجنبه في سعيهم لاحتواء الصراع”، وفق الوكالة.
وتقوم إسرائيل منذ سنوات بضرب أهداف في سورية بشكل روتيني، وذلك بشكل أساسي لإحباط مقاتلي “حزب الله” هناك أو تأمين حدودها الشمالية الشرقية.
ومنذ أن تدخلت روسيا عسكرياً في سورية عام 2015، قامت بالتنسيق مع إسرائيل لضمان عدم اشتباك قواتهما أو إطلاق النار على بعضها البعض عن طريق الخطأ.
وقبل خمس سنوات، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيبذل قصارى جهده لمنع إيران و”حزب الله” من الحصول على موطئ قدم في جنوب غرب سورية، مقابل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
لكن بعد أن أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا في عام 2022، شددت موسكو تحالفها مع إيران، مما أدى إلى توتر العلاقات مع إسرائيل.
وجاء في تقرير الوكالة أن “الحرب ضد حماس، التي تحكم غزة والتي تدعمها إيران أيضاً، والتعاون العميق بين إسرائيل والولايات المتحدة، كانت سبباً في تفاقم الخلاف بين الجانبين”.