منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، سردت تقارير غربية تحليلات عدة حول النهج الذي تتبعه إيران في الرد على إسرائيل، وإمكانية دخولها بصراع أكبر مع الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة لتل أبيب.
وأجمعت معظم التحليلات، ومن بينها تحليل لشبكة “CNN” الأمريكية، أن إيران ووكلائها في سورية والعراق ولبنان واليمن، “يرغبون بمواصلة الضغط على إسرائيل والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، عبر شن هجمات مضايقة دون التحريض على حرب واسعة النطاق”.
“لدى إيران ما يكفيها”
وتحت عنوان “ما هي خطة إيران الحقيقية في معركتها بالوكالة ضد إسرائيل؟”، قالت الشبكة في تحليل نشرته اليوم الاثنين، إن طهران لا تفعل أي شيء واضح لإثارة المزيد من الصراع.
مشيرة إلى أنها “تترك وكلائها (المليشيات التابعة لها) يقومون بالعمل نيابة عنها”.
وتطرق التحليل إلى الهجمات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سورية والعراق، من قبل جماعات تُتهم إيران بالوقوف ورائها، حيث بلغ عدد الهجمات 31 هجوماً خلال الأسبوعين الماضيين، وفق بيانات “البنتاغون”.
كما تطرق إلى إطلاق الحوثيين في اليمن صواريخ على أهداف إسرائيلية فوق البحر الأحمر، إلى جانب تبادل إطلاق النار بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل على الحدود.
وبحسب التحليل “من غير المرجح أن تقوم إيران بالتحريض على حرب إقليمية واسعة النطاق مع إسرائيل، وهو ما قد يجذب أيضاً الولايات المتحدة، التي قامت مؤخراً بنقل مجموعتين من حاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط”.
وتابع: “باختصار، لدى الإيرانيين ما يكفي من المشاكل الخاصة بهم لمنعهم من بدء حرب إطلاق نار مع إسرائيل المدعومة أمريكياً”.
مشيراً إلى أن إيران تفضل العمل من خلال وكلائهم في المنطقة، مع إبقاء بعض التوتر والضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، ولكن “دون رفع حرارة التصعيد”.
معضلة وسيناريوهان
في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الأربعاء الماضي، قالت فيه إن إيران “تواجه الآن معضلة، إذ تفكر في كيفية الرد هي والميليشيات التابعة لها على الغزو الإسرائيلي لغزة وما إذا كان عليها تعزيز أوراق اعتمادها الثورية على حساب خطر إشعال حرب إقليمية واسعة النطاق”.
واعتبرت الصحيفة أنه “إذا لم تفعل إيران شيئاً، فإن قادتها يخاطرون بخسارة مصداقيتهم بين الناخبين والحلفاء”.
خاصة في ظل تعالي الأصوات الداخلية حول سبب عدم تطابق تصرفات إيران مع خطابها وشعار “تحرير القدس”.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة إيرانيين مرتبطين بالحكومة ومطلعين على المداولات الداخلية، أن “إيران لا تريد حرباً إقليمية، لأن ذلك يحمل مخاطر على قادتها وحكامها الدينيين”.
وتحدثت عن سيناريوهين أمام إيران، السيناريو الأول هو “المخاطرة بخسارة ذراعها في غزة”، في إشارة إلى حركة “حماس” التي تعتبر طهران من أكبر داعميها.
أما السيناريو الثاني هو أن “تخاطر إيران بفقدان ماء وجهها”، في إشارة إلى عدم دخولها في الحرب.
واعتبرت الصحيفة أن “إيران تنظر إلى المليشيات باعتبارها أذرع نفوذ لها ممتدة في المنطقة، قادرة على توجيه الضربات، بينما تمنح طهران قدراً من الإنكار”.
وتابعت أن “المليشيات قادرة أن تمنح طهران نفوذاً في المفاوضات الدولية، ووسيلة لإمالة ميزان القوى في الشرق الأوسط من أعدائها”.
وكان ثلاثة مسؤولين أمنيين قالوا سابقاً لوكالة “رويترز” إنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بين كبار صناع القرار في إيران في الوقت الحالي.
ويتمحور هذا التوافق حول ثلاث سياسات، أولها مباركة الغارات التي يشنها “حزب الله” من الأراضي اللبنانية نحو أهداف عسكرية إسرائيلية.
والثانية شن هجمات على أهداف أمريكية من قبل مليشيات متحالفة مع إيران في المنطقة، ومن بينها سورية والعراق.
والسياسة الثالثة منع أي تصعيد كبير من شأنه جر إيران نفسها إلى صراع مباشر.