أرسل دبلوماسيون أمريكيون يقيمون في العالم العربي، رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذروا فيها من “الغضب العربي المتزايد” تجاه الموقف الأمريكي من حرب غزة.
وجاء في الرسالة التي نشرت شبكة “CNN” تفاصيلها، اليوم الجمعة، أن دعم واشنطن “المستميت” لإسرائيل بقصف غزة “يخسرنا الشعوب العربية على مدى جيل كامل”.
وعبر الدبلوماسيون في الرسالة عن قلقهم من تزايد غضب الرأي العام العربي، مطالبين حكومتهم بعدم تجاهل ذلك، بعد مرور 34 يوماً على حرب غزة.
سفارات أمريكية تحذر
شاركت السفارة الأمريكية في الأردن بإرسال هذه البرقية إلى البيت الأبيض، وقالت فيها: “إننا نخسر بشدة في ساحة معركة الرسائل”.
وأضافت أنها توصلت لهذا الموقف بعد “محادثات مع مجموعة واسعة من المصادر الموثوقة والرصينة”.
وكذلك أرسلت السفارة الأمريكية في سلطنة عمان برقية مماثلة، تحدثت فيها عن “الموجة المتزايدة المناهضة للولايات المتحدة التي تجتاح الشرق الأوسط”.
وتم توزيع البرقيات على مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وجهات أخرى.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الولايات المتحدة حول البرقيات التي تلقتها من كبار دبلوماسييها في الشرق الأوسط.
وتتعرض إدارة الرئيس الأمريكي لضغوط شعبية داخلية، بسبب المجازر التي ترتكبها إسرائيل، بدعم من واشنطن، في قطاع غزة منذ أكثر من شهر.
ورفضت واشنطن في البداية التوسط لوقف إطلاق النار في القطاع، واعتبرت أن الهدنة قد تكون “فرصة لحماس لإعادة ترتيب أوضاعها”.
إلا أن تقارير غربية تحدثت، أمس الخميس، عن وساطة أمريكية وعربية، للإعلان عن “هدنة إنسانية” مدتها 3 أيام، وذلك بعد تزايد الضغوط على بايدن.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس الخميس، كثف المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي كان في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، مساعيهم للتوصل إلى اتفاق يتضمن مبادلة الأسرى مقابل وقف القتال.
فيما نقلت “الغارديان” عن أحد المسؤولين المصريين قوله إن تفاصيل الصفقة تمت مناقشتها هذا الأسبوع في القاهرة، بين مسؤولين مصريين ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووفد إسرائيلي.
وأضاف المسؤول أن الوسطاء “يضعون اللمسات النهائية على مسودة الاتفاق”.
“تمرد يختمر”
أدى النهج الذي اتبعه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتجاه ما يجري في قطاع غزة الفلسطيني إلى تأجيج توترات متصاعدة داخل “وزارة الخارجية الأمريكية”، حسب ما نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين.
وجاء ذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها بايدن إلى إسرائيل، قبل أسبوعين، وسبقه وزير خارجيته أنتوني بلينكن.
وصبّت معظم التصريحات الصادرة عنهما، حينها، ضمن إطار التأييد المطلق لما تقوم به إسرائيل في القطاع المحاصر.
وقال مسؤولون لموقع “Huff Post“، الشهر الماضي، إن وزير الخارجية بلينكن وكبار مستشاريه “يتجاهلون الإحباط الداخلي واسع النطاق داخل الوكالة الحكومية الأكثر مشاركة في السياسة الخارجية”.
وأضاف أن بعض موظفي الوزارة يشعرون كما لو أن “بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم، بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية المتوسعة في غزة”.
وقال أحد مسؤولي الخارجية: “هناك تمرد يختمر داخل وزارة الخارجية على جميع المستويات”.
ومنذ الهجوم الذي شنته “حماس” في السابع من أكتوبر، أدى التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 10 آلاف مدني، فضلاً عن نزوح مئات الآلاف داخل القطاع المحاصر.
كما يهدد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ اجتياح بري، من شأنه أن يضاعف أعداد الضحايا والمأساة الإنسانية في غزة.
ويقول بايدن وبلينكن إنهما يريدان “مساعدة إسرائيل على هزيمة حماس بشكل حاسم”، لكنهما لا يريدان رؤية معاناة بين سكان غزة العاديين، أو صراع إقليمي أوسع.
وأضاف مسؤولان لـ”Huff Post” أن الدبلوماسيين داخل الخارجية الأمريكية يعدون ما يسمى بـ”برقية المعارضة”، وهي وثيقة تنتقد السياسة الأمريكية.
وعادة ما تذهب هذه البرقيات إلى القادة الكبار من خلال قناة داخلية محمية.
ويُنظر إليها على أنها بيانات مترتبة عن “خلاف خطير في لحظات تاريخية مهمة”.