وقع وزيرا الدفاع التركي والبريطاني على بيان نوايا لتعزيز التعاون في مجالي الأمن والدفاع خلال محادثاتهما في أنقرة، قبل يومين.
وتطلق قضية بيع طائرات مقاتلة من طراز “يوروفايتر” التي ناقشها الوزيران تساؤل حول ما إذا كانت أنقرة قد فقدت الأمل بصفقة “إف-16” الأمريكية.
ورغم انتهاء المفاوضات الفنية بين أنقرة وواشنطن، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ خطوات ملموسة بشأن “إف-16″، بسبب المشاعر المعادية لتركيا في الكونغرس.
وما تزال هذه المشاعر المعادية قائمة حتى الآن وبينما لم يعط الكونغرس الموافقة النهائية على البيع لتركيا، وضعت الأخيرة موافقتها على انضمام السويد للناتو كشرط أمام إحراز تقدم في قضية “إف-16”.
“يوروفايتر على الخط”
وعلى إثر الأجواء التي تخيم على مشهد علاقة أنقرة بواشنطن بدأت تركيا مفاوضات مع المملكة المتحدة بشأن الطائرة الحربية “يوروفايتر تايفون”، والتي تم تطويرها بشكل مشترك من قبل 4 دول أوروبية.
وأدلى وزير الدفاع التركي، يشار غولر بتصريح أكثر وضوحاً حول نية تركيا وذكر أنهم يريدون شراء 40 طائرة حربية، الأسبوع الماضي.
ويُنظر إلى هذا البيان عموماً على أنه رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها “أننا لسنا بلا خيارات”، وفق ما يورده تقرير لموقع “بي بي سي” باللغة التركية.
ما هو موقف الدول المنتجة؟
وبعد أسبوع من الإدلاء بهذا التصريح، استضاف غولر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في وزارة الدفاع. ووقع الوزيران على بيان نوايا لمواصلة تطوير التعاون الأمني والدفاعي بين تركيا والمملكة المتحدة.
وينص إعلان النوايا أيضاً على تعاون أوثق بين الصناعات الدفاعية في كلا البلدين.
وفي تصريحاتهما للصحافة، أعلن غولر وشابس أنهما ناقشا أيضاً قضية يوروفايتر تايفون.
وقال وزير الدفاع التركي: “نريد تطوير تعاوننا الحالي مع المملكة المتحدة في العديد من المجالات، خاصة فيما يتعلق بطائراتنا القتالية الوطنية KAAN، وفي قضايا جديدة مثل طائرات يوروفايتر تايفون الحربية”.
في المقابل ذكر الوزير البريطاني أنه خلال اجتماعه مع غولر، تمت مناقشة مشروع TFX (الطائرات القتالية الوطنية-KAAN) وطلب توريد تركيا من “تايفون”.
لكن موافقة لندن ليست كافية لشراء هذه الطائرات.
إذ أن “يوروفايتر” طائرة مقاتلة تم تطويرها وإنتاجها من قبل أربع دول أوروبية رائدة: إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا.
ولذلك تحتاج تركيا للحصول على دفعة من هذه الطائرات لموافقة من جميع البلدان الأربعة للبيع لأطراف ثالثة.
“ألمانيا تقيد المبيعات”
وقد لفت وزير الدفاع غولر، في بيانه الأسبوع الماضي، الانتباه إلى أهمية ما سبق.
وقال: “كل من إنجلترا وإسبانيا تقولان نعم، والآن تعملان على إقناع ألمانيا”.
وكانت ألمانيا المعروفة بأنها حليف صعب عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة إلى تركيا قد زادت من تشديد هذه السياسة بعد عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا في شمال سورية عام 2019.
وأعلنت حينها أن “تصدير منتجات الصناعة الدفاعية التي يمكن استخدامها في سورية لن تتم الموافقة عليها”.
وانتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار أولاف شولتز في ألمانيا الأسبوع الماضي سياسة ألمانيا، وقال إن تركيا ستلجأ إلى مصادر أخرى إذا لم يتم تسليم مقاتلات “يوروفايتر تايفون”.
وتشير مصادر وزارة الدفاع إلى أنه على الرغم من إجراء المفاوضات بشأن “يوروفايتر تايفون”، إلا أن الخيار الأول لتركيا لا يزال هو الطائرة المقاتلة إف-16.
وتستخدم تركيا طائرات إف-16، التي تشكل العمود الفقري لقواتها الجوية الحالية، منذ أواخر الثمانينات.
لكن أنقرة، التي تحاول خلق خيارات في حالة عدم وجود خطوة إيجابية من الولايات المتحدة، ترى أن “يوروفايتر” هو الخيار الأنسب في هذا السياق.
وتشير المصادر أيضاً إلى أنه خلافاً لتقارير وسائل الإعلام، فإن تركيا ليست مهتمة بطائرة يوروفايتر مستعملة، بل النموذج الأكثر تقدماً لهذه الطائرة الحربية.