ضغط على أوروبا لإعلان “مناطق آمنة” في سورية وإعادة اللاجئين
دعت قبرص الاتحاد الأوروبي إلى إعلان “مناطق آمنة” في سورية، من أجل إعادة اللاجئين السوريين في أوروبا إليها، ووقف التدفق المستمر للاجئين.
وقال وزير الداخلية القبرصي لوكالة “رويترز“، اليوم الخميس، إنه مع وصول أعداد قياسية من اللاجئين السوريين إلى شواطئ قبرص، تريد الحكومة القبرصية من الاتحاد الأوروبي أن يدرس إعلان “مناطق آمنة” في وطنهم الذي مزقته الحرب لإعادتهم إليه.
وأضاف كونستانتينوس ايوانو أن “البدء بمناقشة إعادة تقييم القضية السورية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا”.
قبرص.. نقطة ساخنة
وبحسب وزير الداخلية القبرصي، فإن بلاده لديها لاجئون أكثر بخمسة أضعاف من أي دولة أخرى على خط المواجهة، لافتاً إلى أن معظمهم سوريون.
ولم تقدّم قبرص طلباً رسمياً للاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص، إلا أن ايوانو قال إن وزارة خارجية بلاده تستعد لإثارة الأمر رسمياً في بروكسل.
وأضاف أن ذلك “يشمل بدء مناقشة حول وضع سورية، وما إذا كان من الآمن عودة اللاجئين إلى هناك، بالإضافة إلى دعم أفضل للبنان الذي يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين”.
واستشهد الوزير القبرصي بتقرير صادر عن وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA) في فبراير من هذا العام، والذي ذكر أن محافظتين سوريتين (دمشق وطرطوس) ليس لديهما “خطر حقيقي على تأثر أي مدني شخصياً بالعنف العشوائي”.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من خمسة ملايين شخص فروا من سورية خلال أكثر من عقد من الحرب، وتوجه معظمهم إلى لبنان وتركيا.
وحسب “رويترز” فإنه “على الرغم من أن الصراع قد وصل الآن إلى طريق مسدود، مع سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد على معظم أنحاء البلاد، إلا أن اللاجئين يواصلون المغادرة”.
وتعتبر قبرص نقطة ساخنة للمهاجرين نحو أوروبا، بعد إغلاق نقطة الانطلاق التركية إلى الجزر اليونانية، خلال اتفاق عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة.
وتقول قبرص إن طلبات اللجوء بلغت ذروتها عام 2022 عندما سجلت حوالي 21,565 طلباً، وهو أعلى مستوى منذ عام 2002.
وشهدت قبرص وصول 1,043 سورياً بالقوارب في أكتوبر الماضي، أي بزيادة ثلاثة أضعاف عن العام الماضي.
وفي نوفمبر الماضي، سجلت وصول 795 سورياً، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف العدد المسجل في نوفمبر 2022.
وتقول السلطات إن تدفق اللاجئين السوريين يتسارع، ويمكن أن يستغرق قارب صيد صغير حوالي 18 إلى 20 ساعة للوصول من لبنان إلى قبرص في البحار الهادئة.
وصرح وزير الداخلية القبرصي لـ”رويترز” أن قبرص على اتصال وثيق مع لبنان الذي اعترض “الكثير” من السفن.
وقال إن قبرص عرضت على لبنان المساعدة الفنية والدوريات المشتركة، وتعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقدم المزيد من المساعدة المباشرة لجارتها.
هل العودة ممكنة؟
وكانت الدنمارك قد أعلنت عام 2019 أن مدينة دمشق وريفها “مناطق آمنة”، وأصدرت قرارات بإلغاء الحماية المؤقتة للاجئين السوريين المنحدرين منها.
وفي مارس/ آذار 2023، قالت الدنمارك إنها قيّمت الوضع في محافظتي اللاذقية وطرطوس، وأقرت تحسن الوضع الأمني فيهما، ما يعني إدراجهما ضمن “المناطق الآمنة” في سورية
والدنمارك هي أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من وضع اللجوء، في وقتٍ تصنف فيه معظم مناطق سورية على أنها غير “آمنة” من قبل الأمم المتحدة.
وفي تقريرها الدوري الأحدث في سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سورية، إن انعدام الأمن “المتفشي” في المناطق البعيدة عن جبهات القتال، يجعل العودة الآمنة للاجئين السوريين “أمراً مستبعداً”.
ووثقت اللجنة الأممية حالات للاجئين سوريين عائدين من دول الجوار، تعرضوا لسوء المعاملة من طرف أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري.
كما تعرض بعض منهم للابتزاز مقابل إطلاق سراحهم، بينما تعرض بعضهم الآخر للاعتقال من طرف هذه الأجهزة، وما زال عديد منهم، بينهم أطفال، في عداد المفقودين حتى الآن.
واستمرت أطراف النزاع بارتكاب “جرائم الحرب” و”الجرائم ضد الإنسانية”، من خلال اعتقال وتعذيب وإعدام المدنيين وتعريضهم للاختفاء القسري في المناطق الخاضعة لسيطرة تلك الأطراف، وفق التقرير.
ويغطي هذا التقرير الفترة من مطلع العام الحالي حتى 30 من يونيو الماضي، حين عانى السوريون تفاقم القتال والاضطراب في مختلف المناطق.
بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي الشديد، واستمرار الانتهاكات والاعتداءات المتصلة بحقوق الإنسان، رغم الجهود الدبلوماسية لضمان استقرار الأوضاع في سورية، بما في ذلك من خلال “إعادة قبولها بجامعة الدول العربية”، وفق التقرير.