إسرائيل تستحضر “سيناريو المواجهة” بتدريبات على حدود لبنان
بدأت الجيش الإسرائيلي تنفيذ تدريبات مكثفة ومناورات برية على طول الحدود الشمالية مع لبنان، مستحضراً “سيناريو مواجهة” كما ذكرت وسائل إعلام.
وتطلق إسرائيل على التدريبات اسم “الوقت الثمين”، وتتزامن مع مواصلة الجيش الإسرائيلي حربه في قطاع غزة من الجو وفي البر على 3 جبهات.
وقالت وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت، إنها تجري “عبر مستويات قيادية متعددة، وفي عمليات محاكاة حربية مكثفة”.
و”تهدف الأنشطة والتدريبات إلى تعزيز الاستعداد عبر مجموعة من التهديدات المحتملة”.
وأضافت الوسائل من بينها قناة “i24” أن “جنود الجيش الإسرائيلي يتدربون على القتال ليلاً ونهاراً في تضاريس متنوعة”.
وينفذون أيضاً قصف بالمدفعية، ويسعون إلى إتقان الأسلحة اللازمة للمناورات المتكاملة.
وتابعت القناة: “بما أن سورية لا تزال غير مستقرة وقوات حزب الله أصبحت أكثر صلابة بسبب دعم دمشق، فإن القيادة الإسرائيلية تتطلع إلى تأمين موقفها الدفاعي في المنطقة”.
“خسائر على 3 جبهات”
ولا توجد أي مؤشرات عن نية إسرائيل فتح جبهة شمالية مع “حزب الله”، رغم أنها تهدد الأخير دائماً بالابتعاد عن أي تحرشات عسكرية من شأنها أن تفجّر الوضع.
وعلى مدى الأيام الماضية كانت قد تكبدت خسائر طالت ضباط وجنود ضمن قواتها، في أثناء عمليات التوغل التي تجري داخل غزة على 3 جبهات، هي الشجاعية وجباليا ومدينة خان يونس جنوباً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل 105 من جنوده منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن 20 منهم قضوا في “حوادث”.
ووفق ما أضاف أيضاً فإن “13 من جنوده قتلوا نتيجة نيران صديقة”، كما لا يزال 135 أسيراً في قطاع غزة، بما في ذلك جثث.
“منطقة عازلة”
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” قالت في تقرير نشر، الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة تقود “جهوداً” من أجل إقامة منطقة عازلة بين إسرائيل و”حزب الله” في جنوب لبنان.
وتبحث الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا سبل إقناع “حزب الله” بالانسحاب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية في مسعى دبلوماسي لمنع اندلاع صراع شامل.
وبموجب هذه المبادرة، يجري المسؤولون الغربيون محادثات مع لبنان وإسرائيل في محاولة لحمل الطرفين على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، والذي يطالب الجماعة المسلحة المدعومة من إيران بسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية.
ومن بين البنود قيد المناقشة منح الجيش اللبناني دوراً أكبر في محاولة لإقامة منطقة عازلة على الحدود.
وما تزال الحدود اللبنانية مع إسرائيل تشهد تبادلاً يومياً لإطلاق النار بين الجانبين.
ومنذ بدء التصعيد دعت جهات محلية ودولية عدة، أبرزها واشنطن، إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو 2006 بين “حزب الله” وإسرائيل.
وانتشر الجيش اللبناني بموجب هذا القرار للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل.
وحظر القرار أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج قوات الجيش واليونيفيل.
وليس لـ”حزب الله” أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، لكنه بنى مخابئ وأنفاقاً يتحرك عناصره فيها، بعضها عابر للحدود.
وأعلنت إسرائيل في نهاية 2018، تدمير أنفاق اتهمت الحزب بحفرها عبر الحدود.