كشف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن اتفاق بين أربع دول عربية وتركيا، ينص على التخطيط من أجل إعادة إعمار غزة، بعد ثلاثة أشهر من الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية.
ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس” عن بلينكن قوله، اليوم الثلاثاء، إن السعودية والإمارات وقطر والأردن اتفقت مع تركيا على إعادة إعمار غزة في “اليوم التالي” لانتهاء الحرب عليها.
وأضافت أن تلك الدول “قاومت في السابق الدعوات الأمريكية لبدء التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، وأصرت على ضرورة وقف إطلاق النار أولاً وخفض حاد في معاناة المدنيين”.
لكن خلال جولته الرابعة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في أكتوبر، قال بلينكن إن تلك الدول مستعدة لبدء مثل هذا التخطيط، وأن كل منها ستفكر بالمشاركة في كل ما يتم تحديده بنهاية المطاف.
ويجري وزير الخارجية الأمريكي منذ أيام جولة شرق أوسطية، شملت تركيا ووالأردن وقطر والإمارات والسعودية، قبل توجهه إلى إسرائيل.
وأدلى بلينكن بتصريحاته حول اتفاق إعادة إعمار غزة عقب لقائه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أمس الاثنين.
ولم تعلق الدول المذكورة على الاتفاق الذي كشف عنه الوزير الأمريكي، وكذلك لم يوضح الأخير تفاصيل الاتفاق وآلية تطبيقه.
وقال بلينكن إنه سيعرض الالتزامات العربية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته الحربية، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس يومي الثلاثاء والأربعاء قبل تقديمها إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعودة إلى واشنطن.
واعتبرت وكالة “أسوشيتيد برس” أن “الدعم المالي والعيني من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يمكن أن يكون ضرورياً لنجاح أي خطة”.
وأضافت أن أي خطة في مرحلة ما بعد الحرب في غزة سوف تتطلب موافقة إسرائيلية وفلسطينية على السواء.
لكن وبحسب الوكالة فإن نتنياهو وحكومته “لديهما أفكارهما الخاصة بشأن مستقبل غزة والتي من المرجح ألا يقبلها الآخرون”.
ولا يزال نتنياهو يعارض مفهوم حل الدولتين، وهو الأمر الذي تطالب به السعودية على وجه الخصوص إذا أرادت تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق الصحيفة.
وقال بلينكن إن ولي عهد السعودية لا يزال مهتماً بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، “لكن ذلك سيتطلب إنهاء الصراع في غزة، وسيتطلب بوضوح أيضاً أن يكون هناك مسار عملي لقيام دولة فلسطينية”.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن التكلفة المتوقعة لإعادة إعمار غزة قد تصل إلى 50 مليار دولار، بعد الدمار الذي لحق بـ 60% من المنازل و69% من المدارس و80% من المستشفيات، وفق المكتب الحكومي في القطاع.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، قد بدأت عملها بهذا المنصب أمس الاثنين.
وأضافت أن كاغ ستعمل على “تسهيل ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة”، كما ستقوم بمهمة “إشاء آلية تابعة للأمم المتحدة، لتسريع المساعدات المرسلة من قبل المجموعات التي ليست طرفاً في الصراع”.
ومن المقرر أن تبدأ كاغ أولى مهامها في الأردن ثم مصر وإسرائيل.