طالب وزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس إيوانو، الدول الأوروبية بفتح “نقاش جماعي” من أجل تقييم الوضع الأمني في سورية، وإعلان أجزاء من البلاد “آمنة” لإعادة اللاجئين إليها.
وذكرت تقارير قبرصية، أمس الثلاثاء، أن الحكومة طلبت من الاتحاد الأوروبي إعادة النظر بالوضع في سورية بشكل جدي، بعد تدفق كبير لطالبي اللجوء من سورية نحو أوروبا.
ونقلت عن إيوانو قوله إن “قبرص تواجه، أكبر مشكلة هجرة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث أن 5.5% من السكان، أي أعلى بأربعة أضعاف متوسط الاتحاد الأوروبي، هم من طالبي اللجوء الجدد أو حاملي الحماية الدولية”.
وأضاف أنه بسبب قرب سورية من قبرص فإن الأخيرة “معرضة لأعداد كبيرة بشكل غير متناسب من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المنطقة، مما يشكل ضغطاً على نظام الاستقبال لدينا”.
وتابع: “أبلغت مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية اقتراح حكومتنا بتعيين سورية أو أجزاء منها كمناطق آمنة، ما يسمح بعودة المواطنين السوريين إلى هناك”.
زيارة أوروبية
وتزامنت تصريحات وزير الداخلية القبرصي مع زيارة أجرتها مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، إيلفا يوهانسون، إلى قبرص أمس الثلاثاء.
وبحسب موقع “قبرص ميل” فإن إيوانو عرض على يوهانسون مسألة تعيين سورية أو أجزاء منها “آمنة”، إلا أن يوهانسون اعتبرت أن تعديل وضع سورية الأمني للحد من الهجرة “ليس بالأمر السهل”.
وأضافت: “لذلك سبق لنا أن ناقشنا هذه المسألة وسنواصل مناقشتها”.
واعتبرت أن أفضل طريقة لإدارة ملف الهجرة هو “تنظيم هذا الملف والتعاون المشترك بين أعضاء الاتحاد الأوروبي”.
وكانت قبرص اعتمدت سياسة ذات أربع ركائز لإدارة ملف الهجرة، تعتمد على تحديث البنية التحتية، وتسريع عمليات تقديم الطلبات، وزيادة العائدين، وتشجيع برامج العودة الطوعية مع حوافز مالية.
وبحسب وزير الداخلية القبرصي، فإن هذه الإجراءات “حققت نتائج”، إذ انخفض إجمالي عدد الوافدين والطلبات بنسبة 50% عام 2023 مقارنة بعام 2022، في حين انخفض عدد المهاجرين الوافدين من البلدان الأفريقية، عبر الخط الأخضر، بنسبة 60%.
ضغوط سابقة
وسبق أن دعت قبرص الاتحاد الأوروبي إلى إعلان “مناطق آمنة” في سورية، من أجل إعادة اللاجئين السوريين في أوروبا إليها، ووقف التدفق المستمر للاجئين.
وتعتبر قبرص أن “البدء بمناقشة إعادة تقييم الوضع في سورية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا”، وفق إيوانو.
وبحسب وزير الداخلية القبرصي، فإن بلاده لديها لاجئون أكثر بخمسة أضعاف من أي دولة أخرى على خط المواجهة، لافتاً إلى أن معظمهم سوريون.
ولم تقدّم قبرص طلباً رسمياً للاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص، إلا أن إيوانو قال إن وزارة خارجية بلاده تستعد لإثارة الأمر رسمياً في بروكسل.
وتعتبر قبرص نقطة ساخنة للمهاجرين نحو أوروبا، بعد إغلاق نقطة الانطلاق التركية إلى الجزر اليونانية، خلال اتفاق عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة.
وتقول قبرص إن طلبات اللجوء بلغت ذروتها عام 2022 عندما سجلت حوالي 21,565 طلباً، وهو أعلى مستوى منذ عام 2002.
وشهدت قبرص وصول 1,043 سورياً بالقوارب في أكتوبر الماضي، أي بزيادة ثلاثة أضعاف عن العام الماضي.
وفي نوفمبر الماضي، سجلت وصول 795 سورياً، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف العدد المسجل في نوفمبر 2022.
وتقول السلطات إن تدفق اللاجئين السوريين يتسارع، ويمكن أن يستغرق قارب صيد صغير حوالي 18 إلى 20 ساعة للوصول من لبنان إلى قبرص في البحار الهادئة.
وتحذر جهات حقوقية دولية من مخاطر يتعرض لها اللاجئون السوريون بعد عودتهم إلى بلدهم.
وفي تقريرها الدوري الأحدث في سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سورية، إن انعدام الأمن “المتفشي” في المناطق البعيدة عن جبهات القتال، يجعل العودة الآمنة للاجئين السوريين “أمراً مستبعداً”.
ووثقت اللجنة الأممية حالات للاجئين سوريين عائدين من دول الجوار، تعرضوا لسوء المعاملة من طرف أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري.