ماذا تعرف عن مسجد العنابي الذي احترق في باب سريجة بدمشق؟
أعلنت مديرية أوقاف دمشق اندلاع حريق في مسجد العنابي الواقع في منطقة باب السريجة بدمشق، الأربعاء الماضي.
وأرجعت المديرية، في منشور عبر حسابها في “فيس بوك“، سبب الحريق إلى “ماس كهربائي”.
ولم تذكر المديرية حجم الأضرار التي لحقت بالمسجد، إلا أنها نشرت صوراً تظهر أضراراً كبيرة لحقت بالجامع جراء الحريق.
ويقع مسجد العنابي في منتصف السوق التجاري- طريق الحجر في منطقة باب السريجة في دمشق القديمة.
وحسب كتاب “مآذن دمشق” للمؤرخ قتيبة الشهابي، فإنه من غير المعروف متى أنشئ جامع العنابي ولمن تنسب تسميته.
ويقول الشهابي، الذي يعتبر من المؤرخين المهمين في تاريخ دمشق، إنه لم يعثر على أي ذكر للمسجد في الكتب التي تتحدث عن المساجد.
كما لم يجد في المسجد أية لوحة تأسيسية تذكر تاريخيه أو تسميته الصحيحة.
وأشار الشهابي إلى أن اسم الجامع ورد في مصدرين فقط، الأول في كتاب “الروضة البهية في فضائل دمشق المحمية”، للكاتب محمد عز الدين عربي كاتبي الصيادي.
والمصدر الثاني حين ذكره كارل ولتسينجر في كتاب “الآثار الإسلامية في مدينة دمشق”، دون ذكر أي معلومات، لكن أطلق عليه تسمية “النبي”.
إلا أن الباحث عبد القادر الريحاوي صحح في تعليق على الكتاب اسم الجامع بأنه “العنابي”، وقال هو “جامع صغير ما زال موجوداً وهو مجدد سنة 1892 والمئذنة أحدث عهداً”.
وحسب الشهابي فإن الجامع كان متواجداً في العهد العثماني الأخير.
أما مئذنة الجامع فقد تتشابه في مظهرها العام وكثير من تفاصيلها المعمارية مع كثير من المآذن المشيدة خلال أربعينيات القرن الماضي.
وقال الشهابي إنه يمكن تصنيف المأذنة ضمن “الطراز الشامي بتأثير مملوكي”.
وتضم دمشق عدداً كبيراً من المساجد الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر الأموي والعباسي والعثماني.
وأثار الحريق ردود فعل واسعة من قبل سوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، موجهين اتهامات لجهات لم يسموها بالوقوف وراء الحريق.
وشهدت دمشق عدة حرائق خلال العام الماضي، كان أشهرها حريق ساروجة التاريخي، في يوليو/ تموز الماضي.
وأدى الحريق إلى اشتعال نيران في منازل عتيقة وأثرية في حي ساروجة الدمشقي، أبرزها قصر عبد الرحمن باشا اليوسف، أمير الحج في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.