أعلن “الحرس الثوري” الإيراني مسؤوليته عن القصف الذي طال مدينة أربيل في كردستان العراق، الليلة الماضية، في تصعيد وصفته الخارجية الأمريكية بـ “المتهور”.
وتناقلت وكالات الأنباء الإيرانية بياناً صادراً عن “الحرس الثوري”، اليوم الثلاثاء، جاء فيه القصف بالصواريخ البالستية على أربيل كان “رداً على الجرائم الأخيرة التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية، والتي أدت إلى استشهاد مجموعة من مواطنينا الأعزاء في كرمان وراسك”.
وتوعد “الحرس الثوري” بـ”ضرب الجماعات الإرهابية الحاقدة أينما كانت وسيعاقبهم على أفعالهم المشينة. وسيتم الإعلان عن الأهداف المدمرة الأخرى”.
“مراكز تجسس”
من جانبها، ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أن القصف الإيراني استهدف “مقرات تجسس رئيسية تابعة للموساد ومناهضة لإيران” في إقليم كردستان العراق بالصواريخ البالستية.
وأضافت أن أحد هذه المقرات كان مركزاً لتوسيع عمليات التجسس والتخطيط للأعمال “الإرهابية” في المنطقة، وخاصة ضد إيران.
ولم يذكر “الحرس الثوري” الآثار الناجمة عن قصفه، إلا أن مجلس أمن كردستان العراق قال إن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
فيما ذكر الحزب الديمقراطي الكردستاني أن القصف أدى إلى مقتل مدنيين، من بينهم صاحب مشروع “امباير” وشركة “فالكون”، بيشرو أمين وعائلته.
پاسداران انقلاب اسلامی نے عراق کے شہر اربیل میں موساد کے ہیڈ کوارٹر پر گولہ باری کی۔
درجنوں بیلسٹک میزائل داغے گئے ہیں اور ڈرون حملوں کی اطلاع ہے۔
آئی آر جی سی نے خبر کی تصدیق کی ہے۔ pic.twitter.com/KGMrHcwqwO
— Haidr 🖤 (@NHAIDER1166) January 16, 2024
ونقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر أمنية أن مطار أربيل أوقف الملاحة الجوية، بعد دوي انفجارات بالمدينة.
ويأتي ذلك في سياق التصعيد الحاصل في الشرق الأوسط، عقب الحرب الإسرائيلية على غزة وتلاها من تداعيات وتصعيد بين القوى الإقليمية والدولية.
كما يأتي عقب التفجيرين اللذين استهدفا كرمان جنوب طهران، في 3 من الشهر الحالي، خلال إحياء ذكرى مقتل قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، بقصف أمريكي على بغداد عام 2020.
وأدى التفجير، الذي تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى مقتل أكثر من 100 شخص.
تحقيق وإدانات
وفي ردها على القصف الإيراني، قالت وزارة الخارجية العراقية إن هجمات إيران على أربيل تصنّف “سلوكاً عدوانياً على سيادة وأمن الشعب العراقي”.
وأضافت في بيان لها: “تعرب حكومة جمهورية العراق عن استنكارها الشديد وإدانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل، المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية مما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين”.
وأضافت: “بالنظر للخراب الذي سببه القصف ووقوع العديد من الضحايا الأبرياء جراء قصف الدور السكنية… فإن حكومة جمهورية العراق تعد هذا السلوك عدواناً على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي، وإساءة إلى حسن الجوار وأمن المنطقة”.
وأكدت الخارجية العراقية أنها ستفتح تحقيقاً في الحادثة، وستتخذ إجراءات قانونية ضد إيران من ضمنها شكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
وبهذا الصدد، قررت خارجية العراق تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن الوطني، مهمتها التحقيق في الهجوم وجمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دولياً وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة، وفق بيان الخارجية.
وكذلك أدانت الخارجية الأمريكية الهجوم الإيراني على أربيل، محذرة من تصعيد “يقوض استقرار العراق”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن بلاده “تندد بإطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية على مواقع في إقليم كردستان العراق، وتقدم تعازيها لأسر القتلى”.
ووصف ميلر الضربات الإيرانية بـ “المتهورة التي تقوض استقرار العراق”.
وأدانت الخارجية الفرنسية أيضاً الهجوم على أربيل، وقالت إنه “يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق واعتداءً على استقراره، ويسهم في تصعيد التوترات الإقليمية”.