نفذ الجيش الباكستاني سلسلة ضربات عسكرية على مواقع في إيران، صباح اليوم الخميس، في تصعيد لافت ضمن التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة الإقليمية مؤخراً.
وقالت الخارجية الباكستانية في بيان لها، إن الجيش “شن سلسلة ضربات عسكرية دقيقة على مواقع إرهابيين في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني”.
وكشفت عن “مقتل عدد من الإرهابيين في العملية التي تم تنفيذها بإيران استناداً إلى معلومات استخباراتية موثوقة”.
مشيرة إلى أن باكستان “تحترم تماماً سيادة إيران ووحدة أراضيها”، لكن “لن نسمح بالمساس بسيادتنا وسلامة أراضينا مهما كانت الظروف”.
🔊: PR NO. 1️⃣7️⃣/2️⃣0️⃣2️⃣4️⃣
Operation Marg Bar Sarmachar
🔗⬇️ https://t.co/1n5BvtEZBZ pic.twitter.com/VVf5VwL00L
— Spokesperson 🇵🇰 MoFA (@ForeignOfficePk) January 18, 2024
من المستهدف؟
بحسب بيان الخارجية فإن باكستان شاركت إيران منذ سنوات “أدلة ملموسة” على وجود “إرهابيين” في إيران، مضيفاً أنها “لا ترغب في التصعيد ونأمل أن يفهم الجميع ذلك”.
فيما ذكر الجيش الباكستاني في بيان له أنه “قام بالدخول إلى إيران وضرب وتدمير عدد من القواعد التابعة لجماعات انفصالية إرهابية تتخذ من إيران مقراً لها، بالصواريخ والطائرات المسيرة”.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن مصدر استخباراتي باكستاني أن طائرات باكستانية دخلت المجال الجوي الإيراني، وعادت بعد استهداف مخابئ المطلوبين “بنجاح”.
وأضاف أن “المسلحين المستهدفين ينتمون إلى جبهة التحرير البلوشية”، في إشارة إلى جبهة تحرير بلوشستان الانفصالية، التي تطالب باستقلال إقليم بلوشستان عن باكستان.
ويأتي التصعيد الباكستاني بعد يومين من إعلان إيران عن استهدافها قواعد لجماعة “مناهضة لها” داخل الأراضي الباكستانية.
وقالت طهران أول أمس الثلاثاء، إنها ضربت قواعد لمسلحين مرتبطين بإسرائيل داخل باكستان.
لكن باكستان، التي تمتلك سلاحاً نووياً، أعلنت عن مقتل طفلين وإصابة مدنيين بالقصف الإيراني، محذرة من “العواقب” التي ستكون طهران مسؤولة عنها.
إيران تطالب بتوضيح
على خلفية التطورات الأخيرة، استدعت إيران السفير الباكستاني لديها، احتجاجاً على دخول الطائرات الباكستانية المجال الجوي الإيراني، وقصف أهداف داخل إيران.
وطالبت طهران إسلام أباد بتفسير الضربات الجوية الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل 9 أشخاص بينهم 3 نساء و4 أطفال جميعهم غير إيرانيين، بحسب التلفزيون الإيراني.
وأدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعان، الضربات الجوية الباكستانية.
وقال في إفادة صحفية: “أخطرنا القائم بأعمال سفارة باكستان في طهران رسمياً بالاحتجاج، وطلبنا توضيحاً من حكومة بلاده”.
من جانبها، ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن العلاقات بين البلدين الجارين كانت متوترة في الماضي، لكن الضربات “هي أكبر تدخل عبر الحدود في السنوات الأخيرة، وهو ما طالبت طهران بتفسيره”.
وبحسب وكالة “رويترز” فإن تبادل القصف الإيراني- الباكستاني قد يؤدي إلى تعميق المخاوف بشأن عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة في أكتوبر/نشرين الأول الماضي، مع دخول حلفاء إيران أيضاً في المعركة من لبنان والعراق واليمن.
وأضافت أن البلدين يعملان مؤخراً على تحسين العلاقات، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مع رئيس الوزراء الباكستاني كاكار في دافوس هذا الأسبوع، قبل الضربات الإيرانية على باكستان.
وتشير تعليقات باكستان بعد ضرباتها “الانتقامية” إلى الرغبة في إبقاء الخلاف تحت السيطرة، لكن محللين حذروا من أنه قد يخرج عن نطاق السيطرة، وفق “رويترز”.