يستمر نظام الأسد بدفع الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرته إلى التطوع في وزارة الدفاع، عبر تقديم ميزات وحوافز لهم.
وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة الأسد، أمس الخميس، عن فتح باب التطوع لعدد من الشبان بـ”عقد مقاتل” لمدة خمس وعشر سنوات.
واشترطت الوزارة، في منشور عبر صفحتها في “فيس بوك“، ألا يتجاوز عمر المتطوع 32 عاماً، وحددت له راتباً شهرياً وفق رتبته.
كما تمنح الوزارة للمتطوع 100 ألف ليرة سورية عن كل مهمة قتالية يقوم بها، و150 ألف ليرة سورية بدل مواصلات.
وأكدت الوزارة أن راتب المتطوع سيصل مع التعويضات إلى حوالي مليون و300 ألف ليرة سورية أي بحدود (100 دولار أمريكي).
وقالت الوزارة إن المتطوع يعفى من الخدمة الإلزامية إذا أتم الخمس سنوات خدمة، إضافة إلى مكافأة بدفع “أربعة رواتب شهرية يتقاضاها بعد مضي سنة على العقد”.
كما يتقاضى راتبين شهريين عن نهاية كل سنة من سنوات العقد، إضافة إلى منحة زواج قيمتها مليوني ليرة سورية.
ومن شروط عقد التطوع الجديد “أن يكون متمتعاً بالجنسية السورية منذ خمس سنوات على الأقل، وأن يكون قد أتم الثامنة عشرة ولم يتجاوز الثانية والثلاثين من عمره حين التقدم للتطوع”.
وكانت عقود التطوع تُعلن سابقاً بشكل روتيني، مقتصرة على الأوراق المطلوبة والشروط الأساسية.
إلا أن نظام الأسد بدأ، منذ أشهر، بصياغة جديدة للتطوع تضمنت حوافز مالية عالية (قياساً برواتب مؤسسات الدولة)، وتحديداً لمدة العقد.
ويقول الباحث في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”، محسن المصطفى، عبر حسابه في “إكس” إن “استمرار نظام الأسد بخطته نحو تطويع المزيد من الشبان في المؤسسة العسكرية له آثار سلبية على مستقبل سورية”.
يستمر #نظام_الأسد بخطته نحو تطويع المزيد من الشبان في المؤسسة العسكرية، إن الاتجاه نحو #عسكرة_المجتمع له آثار سلبية على مستقبل #سورية. pic.twitter.com/ZSsZtJdVsA
— Muhsen AlMustafa (@MuhsenAlmustafa) January 26, 2024
وكانت ورقة بحثية لـ”مركز عمران”، صدرت العام الماضي، كشفت أن نظام الأسد يحاول “عسكرة المجتمع” من خلال دفع شريحة الشباب للتطوع في قوات الأسد والميلشيات التابعة لها، عبر زيادة رواتب العسكريين، التي تفوق رواتب الوظائف الحكومية المدنية.
وخلصت الورقة البحثية إلى أن سياسة النظام فيما يتعلق بالرواتب، هي “سياسة دافعة نحو عسكرة المجتمع وتحويل العسكرة لمهنة كبقية المهن، وهو ما تم فعلاً من خلال التعاقد معهم كمرتزقة ضمن الميليشيات أو إرسال المرتزقة إلى مناطق نزاع مسلح تحت إشراف روسي”.
وكان نظام الأسد أصدر خلال الأسابيع الماضية سلسلة قوانين تتعلق بفتح باب التطوع للأفراد وصف الضباط.
وأعلن مدير الإدارة العامة في وزارة الدفاع في حكومة الأسد، اللواء أحمد سليمان، أن الهدف هو “تشكيل جيش احترافي متطور نوعي”.