كشفت صور ملتقطة حديثاً بالأقمار الصناعية، محاولة نظام الأسد تجريف المقبرة الجماعية قرب القطيفة بريف دمشق.
ونشرت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا“، اليوم الثلاثاء، صوراً تكشف قيام النظام بـ”عمليات تجريف وتسوية للأرض في موقع المقبرة الجماعية”.
وتقع المقبرة في مدينة القطيفة بريف دمشق، بالقرب من مركز قيادة الفرقة الثالثة في قوات الأسد، على بعد حوالي 45 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق.
وقالت الرابطة إن الصور، التي يعود تاريخها إلى بداية العام الماضي، تظهر “حدوث عمليات تجريف وتسوية للأرض وقلب للتربة في الموقع”.
وأضافت أن عمليات التجريف في المقبرة “حدثت نهاية صيف العام 2022 وتسارعت مع نهاية العام نفسه لتتوقف نهائياً في شهر كانون الثاني 2023”.
وأعربت الرابطة عن مخاوفها من إقدام نظام الأسد على تدمير المقابر الجماعية والعبث بها، بهدف “طمس أي أدلة على جرائم التعذيب والإخفاء القسري التي حصلت خلال العقد الماضي”.
ويقول المدير التنفيذي للرابطة، دياب سرية، إن “النظام السوري يقوم بمحو وإخفاء جرائمه بشكل منهجي ومتعمد، بإخفاء وتدمير الأدلة التي يمكن أن تستخدم لإثبات عمليات القتل والإخفاء القسري التي حصلت في البلاد بعد العام 2011”.
وأضاف سرية أنه “يجب على أعضاء المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة أزمة العائلات المستمرة المتمثلة في غياب أي معلومات عن مصير أحبتهم والوقف التام للإفلات من العقاب”.
وكان نظام الأسد أقام عام 2019 جداراً خرسانياً بطول مترين حول المقبرة.
وحسب التقرير “يُعتقد أن رُفات عدة آلاف من المعتقلين السياسيين الذين تم إعدامهم أو الذين قضوا تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز قد دُفنت في القطيفة”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بالتعاون مع الرابطة، نشرت عام 2022 مقابلات مع شهادات أشخاص عملوا في مقابر جماعية.
وأكدت الصحيفة وجود مقبرتين جماعيتين دفن فيهما النظام آلاف الجثث، في نجها والقطيفة بريف دمشق.
كما نشرت الرابطة، العام الماضي، تقريراً يحمل اسم “دفنوهم بصمت”، والذي يتحدث عن آليات القتل والإخفاء في مشفى تشرين العسكري بين عامي 2011 و2020.
وكشف التقرير كيفية نقل جثث المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون، والمرضى الذي تمت تصفيتهم في المشفى، إلى المقابر الجماعية في نجها والقطيفة.