نقلت وكالة “رويترز“، اليوم الخميس، عن خمسة مصادر “مطلعة” أن “الحرس الثوري” الإيراني سحب كبار ضباطه من سورية، تجنباً لضربات إسرائيلية “قاتلة”.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير أطلعته طهران على إفادة، إن كبار القادة الإيرانيين غادروا سورية مع عشرات الضباط متوسطي الرتب، ووصف ذلك بأنه “تقليص للوجود”.
ولم يذكر المصدر عدد الإيرانيين الذين غادروا، وكذلك لم تتمكن الوكالة من تحديد ذلك بشكل مستقل.
تقليص أم انسحاب؟
من جانبها، قالت ثلاثة مصادر للوكالة، إنه في الوقت الذي يطالب فيه المتشددون في طهران بالانتقام، فإن قرار إيران سحب كبار ضباطها “يرجع جزئياً إلى نفورها من الانجرار مباشرة إلى صراع محتدم في الشرق الأوسط”.
وأضافت أن إيران ليس لديها نية للانسحاب من سورية، كونها جزء رئيسي من مجال نفوذ طهران، بل “تعيد التفكير بكيفية ظهور عواقب الحرب التي أشعلها هجوم حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر على إسرائيل في المنطقة”.
وتوقعت المصادر أن “الحرس الثوري سيدير العمليات السورية عن بعد بمساعدة حليفه حزب الله”.
وقال مصدر آخر، وهو مسؤول إقليمي مقرب من إيران، إن أولئك الذين ما زالوا في سورية تركوا مكاتبهم وابتعدوا عن الأنظار”.
مضيفاً: “الإيرانيون لن يتخلوا عن سورية لكنهم قلصوا تواجدهم وتحركاتهم إلى أقصى حد”.
وأشار إلى أن تقليص حجم القوات “سيساعد طهران على تجنب الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وغزة”.
“خرق في أجهزة النظام”
قالت “رويترز” إنها تحدثت إلى ستة مصادر مطلعة على الانتشار الإيراني في سورية، ورفضوا الكشف عن هويتهم بسبب “حساسية الموضوع”.
وبحسب ثلاثة من المصادر، فإن “الحرس الثوري” أثار مخاوفه مع النظام السوري، من أن تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دوراً في الضربات القاتلة الأخيرة.
وقال مصدر آخر مطلع على العمليات الإيرانية في سورية إن الضربات الإسرائيلية الدقيقة “دفعت الحرس الثوري إلى نقل مواقع العمليات ومساكن الضباط، وسط مخاوف من حدوث خرق استخباراتي”.
ونقلت الوكالة عن جريجوري برو، المحلل في مجموعة “أوراسيا” الاستشارية للمخاطر السياسية، أن الفشل في حماية القادة الإيرانيين “قوض بشكل واضح موقف إيران”.
لكن “من غير المرجح أن تنهي طهران التزامها تجاه سورية وستحافظ على دورها هناك”.
وكانت إسرائيل صعّدت مؤخراً من عملياتها التي تستهدف عملاء إيران على الأراضي السورية، في إطار التصعيد الإقليمي الحاصل منذ حرب أكتوبر في غزة.
ونفذت إسرائيل، قبل أسبوعين، ضربة وصفت بـ “الأقسى” التي تستهدف إيران في سورية، والتي أسفرت عن مقتل خمسة قادة كبار، على رأسهم مسؤول استخبارات “فيلق القدس”، حجة الله أميد زاده، المعروف بـ “الحاج صادق”.
وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سورية منذ عام 2011، وبينما كان من بين هؤلاء أعضاء من “الحرس الثوري”، الذين يعملون رسمياً كمستشارين، فإن الجزء الأكبر منهم كانوا من رجال الميليشيات الشيعية من جميع أنحاء المنطقة.