رفضت محكمة “العدل الدولية” طلب جنوب إفريقيا تقديم ضمانات إضافية للفلسطينيين قبل الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي ردها على الطلب قالت المحكمة، اليوم السبت، إن “الوضع الخطير” في رفح يتطلب من إسرائيل الالتزام بحكمها السابق الذي أصدرته في الشهر الماضي.
وكان الحكم قد تضمن اتخاذ “جميع الإجراءات في حدود سلطتها” لمنع جريمة الإبادة الجماعية، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وترفع جنوب إفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بناء على ارتكاب الأخيرة جرائم إبادة جماعية في غزة وفشلها في منعها.
وقد يستغرق صدور حكم بشأن مسألة الإبادة الجماعية سنوات، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في آخر تحديث له إن الوضع في رفح أصبح سيئاً على نحو متزايد.
وأضاف أن “الناس هناك يائسون وجائعون ومرعوبون” قبل الهجوم الإسرائيلي المتوقع.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بدخول قطاع غزة انخفض خلال الأسبوع الماضي.
إذ دخلت 20 شاحنة فقط يوم الخميس، وهو انخفاض حاد من متوسط 133 شاحنة يومياً في الفترة من 2 إلى 8 فبراير/شباط الحالي.
ولا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ومسؤولي آخرين في حكومته في الجيش يصرون على تنفيذ هجوم في رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
ويتعارض ما سبق مع الموقف الذي عبّرت عنه دول عربية وغربية برفضها أي حملة عسكرية على المنطقة، كونها آخر ملاذات المنكوبين والعوائل التي خرجت من القصف المكثف في مدينة غزة وشمالي القطاع وخان يونس.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن لنتنياهو، الأسبوع الماضي، إن الهجوم يجب ألا يستمر دون “خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ” لحماية المدنيين في رفح.
وأضاف يوم الجمعة إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة لقبول وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة للسماح بالإفراج عن الرهائن المتبقين.
ومع ذلك يخالف الموقف المذكور ما كشفت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال“، اليوم السبت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم إن إدارة بايدن تستعد لإرسال قنابل وغيرها من الأسلحة إلى إسرائيل لتعزز ترسانتها العسكرية.
وقالت الصحيفة إن شحنة الأسلحة المقترحة تشمل “قنابل إم.كيه-82 وذخائر الهجوم المباشر المشترك كيه.إم.يو-572 التي تضيف توجيها دقيقاً للقنابل وصمامات قنابل إف.إم.يو-139”.
وتقدر قيمة الشحنة بنحو “عشرات الملايين من الدولارات”.
وأضاف أحد المسؤولين الأمريكيين أن التسليم المقترح “لا يزال قيد المراجعة داخلياً من قبل الإدارة”، وقد تتغير تفاصيل الاقتراح قبل أن تخطر إدارة بايدن قادة لجان الكونغرس الذين سيتعين عليهم الموافقة على النقل.