تتوقع إسرائيل مواصلة عملياتها العسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع، حسبما نقلت وكالة “رويترز” عن أربعة مسؤولين مطلعين.
وأوضح المسؤولون، وهم إسرائيليان ومسؤولان آخران في المنطقة، اليوم الاثنين، أن “القادة العسكريين في إسرائيل يعتقدون أن بإمكانهم إلحاق ضرر كبير بما تبقى من قدرات حركة حماس خلال هذه الفترة”.
وسيمهد ما سبق “الطريق للتحول إلى مرحلة أقل كثافة من الضربات الجوية المستهدفة وعمليات القوات الخاصة”، وفق مسؤول إسرائيلي.
وقال آفي ميلاميد، المسؤول السابق في المخابرات الإسرائيلية إن “الفرصة ضئيلة في أن تستجيب حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، للانتقادات الدولية وتلغي الهجوم البري المزمع على رفح”.
وأضاف أن “رفح هي آخر معقل لسيطرة حماس ولا تزال هناك كتائب في رفح يجب على إسرائيل تفكيكها لتحقيق أهدافها في هذه الحرب”.
“إسرائيل تبحث عن نصر”
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت أعلن الجمعة أن “الجيش يخطط لعمليات في رفح تستهدف مقاتلي حماس ومراكز قيادة وأنفاق للحركة”.
لكنه لم يحدد جدولاً زمنيا للحملة، وأكد أنه يجري اتخاذ “إجراءات استثنائية” لتجنب الخسائر البشرية من المدنيين.
وأضاف في مؤتمر صحفي “كان هناك 24 كتيبة في غزة وقمنا بتفكيك 18 منها (…) الآن، رفح هي مركز الثقل التالي لحماس”.
ويوجد أكثر من مليون مدني فلسطيني محاصرين في رفح المدينة الواقعة على الحدود مع مصر.
ولم يعد أمامهم مكان الفرار مجدداً، بعد نزوحهم هرباً من الهجمات الإسرائيلية التي دمرت جزءاً كبيراً من القطاع، منذ يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي الأسبوع الماضي اتصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هاتفياً بنتانياهو مرتين لتحذيره من شن عملية عسكرية في رفح دون خطة موثوقة لضمان سلامة المدنيين.
وقال نتانياهو نفسه إنه سيتم السماح للمدنيين بمغادرة منطقة القتال قبل الهجوم، مع تعهده بتحقيق “النصر المبين”.
ولم يوضح الجيش الإسرائيلي كيف سينقل أكثر من مليون شخص بين أنقاض القطاع.
“توقعات”
ووفقاً لمصدر أمني إسرائيلي ومسؤول إغاثة دولي “يمكن فحص سكان غزة للتخلص من أي مقاتلين من حماس قبل توجيههم شمالاً”.
وقال مصدر إسرائيلي منفصل لـ”رويترز” إن إسرائيل يمكن أن تبني أيضاً رصيفاً عائماً إلى الشمال من رفح لإتاحة وصول المساعدات الدولية والسفن المجهزة كمستشفيات عن طريق البحر.
ومع ذلك، قال مسؤول دفاعي إسرائيلي إنه لن يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة بشكل جماعي، مما يترك الأراضي في محيط رفح خياراً للمخيمات المؤقتة.
وذكر عدة مسؤولين مطلعين أن واشنطن متشككة في أن تكون إسرائيل جهزت استعدادات كافية لإجلاء آمن للمدنيين.
وعلاوة على ذلك ترى “حماس” أن النصر المبين الذي وعد به نتانياهو لن يكون سريعاً أو سهلاً.
وقال مسؤول من حماس يقيم في قطر لـ”رويترز” إن تقديرات الحركة تفيد بأنها فقدت ستة آلاف مقاتل خلال أربعة أشهر، أي نصف العدد الذي تقول إسرائيل إنها قتلته وهو 12 ألفاً.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكره بالاسم أن الحركة التي تدير قطاع غزة يمكنها مواصلة القتال وهي مستعدة لحرب طويلة في رفح وغزة.
لكن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق نفى عبر “تلغرام” صحة ما أوردته رويترز.
وقال إن “ما نسب لقيادي في حماس عن أعداد من استشهدوا من كتائب القسام خلال القتال ضد جيش الاحتلال المستمر منذ 4 أشهر غير صحيح”.