تشهد منطقة الشرق الأوسط “حرب ظل” بين الولايات المتحدة وإيران، التي صعّدت عبر وكلائها من استهداف القواعد الأمريكية.
ورغم أن هجمات وكلاء إيران تبدو “كأنها فتاكة، لكن لا تنخدع”، حسب مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أمس الثلاثاء، للكاتب توماس فريدمان.
ورافق فريدمان قائد “القيادة المركزية الأمريكية” في الشرق الأوسط، الجنرال مايكل كوريلا، خلال زيارته إلى القواعد الأمريكية في العراق وشرق سورية والأردن، الأسبوع الماضي.
ويقول: “قد لا يعرف الأمريكيون أنهم في حالة حرب مع إيران، لكن الحرس الثوري الإيراني يعلم على وجه اليقين أنهم في حرب ظل مع أمريكا من خلال وكلائهم”.
ويضيف أن الصراع سيخرج من الظل ويتحول إلى حرب مباشرة في المنطقة، إذا تسبب وكلاء إيران بوقوع إصابات جماعية من خلال ضرب سفينة حربية أمريكية أو ثكنات إحدى القواعد الأمريكية في الأردن أو سورية.
وتعرضت القواعد الأمريكية في سورية، منذ حرب غزة في أكتوبر الماضي، لهجمات متكررة، المتهم الأول بها هو المليشيات الإيرانية المتمركزة على الحدود السورية- العراقية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وتعلن هذه الميليشيات تحت اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” باستمرار عن ضرباتها، والتي تتم في الغالب بمسيرات وصواريخ ذات اتجاه واحد، حسبما أعلن “البنتاغون” في وقت سابق.
واعتبر فريدمان أن طهران كان لديها هدف من هذه الضربات هو “تخويف حلفاء أمريكا العرب من خلال إظهار الضرر الذي يمكن أن تلحقه إيران بحاميهم الأمريكي”.
وتسببت إحدى الضربات على موقع البرج 22 في الأردن بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين، أواخر يناير الماضي، أعقبه رد أمريكي بقصف مواقع الميليشيات واغتيال شخصيات أبرزها أبو باقر الساعدي القيادي في “حزب الله” العراقي.
ووصف الكاتب الأمريكي ما يجري بـ”أخطر لعبة تحدث في أي مكان على هذا الكوكب اليوم”، وذلك لثلاثة أسباب.
الأول بسبب “الحجم الهائل للصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف التي نشرها وكلاء إيران – وخاصة جماعة الحوثي في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق”.
والسبب الثاني هو “مدى العدوانية التي شجع بها الإيرانيون وكلائهم” لتوجيه ضربات إلى القواعد الأمريكية.
والسبب الثالث هو استمرار الحوثيين في اليمن باستهداف السفن التجارية، وأبرزها سفينة الشحن روبيمار التي ترفع علم بليز.
واستهدف الحوثيون السفينة بصاروخ باليستي مضاد للسفن في 18 فبراير/شباط الماضي، ما أدى إلى إغراقها.
وتعتبر “أول سفينة تغرق بالكامل في مضيق باب المندب، نتيجة هجوم صاروخي حوثي، وقد خلقت فوضى بيئية هائلة من الوقود المتسرب والأسمدة التي كانت تحملها”.
وختم الكاتب الأمريكي مقالته بالتأكيد على أن “كل يوم يمر هناك حدث منخفض الاحتمال ولكن عالي العواقب”.