شهدت الحدود الأردنية-السورية فجر الاثنين أحداثاً متزامنة صبت جميعها في إطار واحد، وكان أبرزها القصف الجوي الذي استهدف المنطقة المحيطة بمعبر نصيب.
وبعدما تحدثت شبكات إخبارية ومحلية عن سماع دوي انفجارات ناتجة عن قصف نفذته طائرات حربية على مواقع حدودية نشر الجيش الأردني بياناً أوضح فيه ملابسات الحادثة.
ونقلت قناة “المملكة” عن الناطق الرسمي باسم القوات الأردنية قوله، الاثنين، إن “ما تم سماعه من أصوات طيران فوق مناطق شمالي الأردن يعود لطائرات من سلاح الجو الملكي الأردني”.
وتحركت الطائرات “استجابة لإنذار من أجهزة الرادار رصدت تحركات جوية غير معروفة المصدر”، حسب الناطق.
وأضاف أنها “تأكدت من سلامة الأجواء الأردنية وعدم وجود تهديد، قبل أن تعود لقواعدها”.
ولم يؤكد الجانب الأردني حصول القصف رغم إشارته إلى إقلاع طائراته الحربية استجابة للإنذار.
وقالت مصادر من محافظة درعا لـ”السورية.نت” إن الطائرات قصفت أهدافاً في المنطقة المحيطة بمعبر نصيب من الطرف الشرقي.
وأضافت أنه لم يتم التأكد من هوية ما تم استهدافه.
لكنها أشارت في المقابل إلى حديث أولي يذهب باتجاه إسقاط المقاتلات الحربية طائرتين مسيرتين كانتا في طريقها من الأراضي السورية إلى الحدود مع إسرائيل.
من جانبه ذكر “تجمع أحرار حوران” أن الطائرات نفذت غارتين.
وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان “المقاومة الإسلامية في العراق” وهي تجمع ميليشيات موالية لإيران عن استهداف قاعدة جوية إسرائيلية داخل الجولان السوري المحتل.
وذكر التجمع الميليشيوي في بيان أن الاستهدف حصل بواسطة الطيران المسيّر، ويأتي “استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات المقاومة”، على حد تعبيره.
وسبق وأن نفذ الأردن ضربات جوية داخل سورية، لكنه استهدف بها في السابق مواقع تخزين يستخدمها مهربو وتجار المخدرات وحبوب “الكبتاغون”.
وتركزت ضرباته في الأشهر الماضية على مواقع في محافظة السويداء، وأسفرت إحداها عن مقتل عشرة مدنيين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبعد اندلاع الحرب في غزة طلب الأردن من الولايات المتحدة الأمريكية نشر منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” على أراضيه ومنظومة أخرى لمقاومة الطائرات المسيّرة، التي تهدده من جميع الاتجاهات.
وقال الناطق باسم الجيش الأردني العميد الركن، مصطفى الحياري، حينها، إن الطلب المتعلق بـ”باتريوت” يرتبط بـ”التهديدات التي تحيط بنا من كافة الاتجاهات”، ومنها “الصواريخ البالستية”.
وأضاف: “باتريوت أفضل سلاح لمواجهة هذا التهديد، وخاصة أنه دفاعي ويستخدم للدفاع عن الأراضي فقط”.
وتحدث الحياري في مقابلة مع التلفزيون الأردني أيضاً أن عمّان طلبت من واشنطن منظومة مقاومة للطائرات المسيرة، والتي أصبحت “تهديداً على كافة الواجهات الحدودية”.
وتابع: “المسيّرات تستخدم في تهريب المخدرات. التهديد الذي نواجهه الآن مستجد وغير معتاد، وتهريب المخدرات بات يتطور إلى الحيوانات والحمام الزاجل وطلقات الهاون المفرّغة”.