روايتان حول مقتل القحطاني رفيق درب الجولاني وصندوق أسراره
قتل القيادي البارز في “هيئة تحرير الشام”، ميسر بن علي الجبوري الملقب بـ”أبو ماريا القحطاني”، بانفجار خلال تواجده في إحدى المضافات في سرمدا شمالي إدلب.
وجاء مقتل القحطاني، الذي يشكل نفوذاً كبيراً في الهيكل التنظيمي للهيئة، بعد أقل من شهر على إطلاق سراحه من سجون الهيئة بتهمة العمالة لجهات خارجية.
ويوصف أبو ماريا القحطاني بأنه رفيق درب زعيم “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، وصندوق أسراره، قبل تصاعد الخلافات بينهما، خلال الأشهر الماضية.
وتعددت الروايات حول مقتل القحطاني، بين رواية “تحرير الشام” والمقربين منها، وبين قياديين سابقين انشقوا عن “تحرير الشام”.
وتقول الهيئة إن القحطاني قتل جراء تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد دخول ثلاثة أشخاص على المضافة.
وقالت “مؤسسة أمجاد الإعلامية”، التابعة للهيئة، إن القحطاني قتل “جراء هجوم غادر باستخدام حزام ناسف، نُفِّذ على يدي عنصر ينتمي لتنظيم الدولة”.
من جانبها، قالت “وكالة أنباء الشام” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ”، إن “يد الغدر طالت الشيخ أبي مارية القحطاني، بعد تعرضه لعملية انتحارية داخل مضافته في مدينة سرمدا شمالي إدلب”.
تفاصيل الصراع داخل “تحرير الشام”..قصة الجذور وسؤال المآلات
وأضافت الوكالة أنه “سرعان ما تكشفت خيوط وتأكد ضلوع تنظيم داعش في العملية”.
واعتبرت الوكالة أن “عملية الاغتيال جاءت في توقيت حرج للغاية لأن المنطقة على صفيح ساخن لا يحتمل التصعيد”.
كما اعتبرت أنه “ليس من مصلحة بالتصعيد إلا لمن يريد الشر للمنطقة وقيادتها”.
ونشر الصحفي أحمد موفق زيدان، المقرب من الهيئة، تسجيلاً صوتياً يقول فيه إن ثلاثة أشخاص دخلوا إلى المضافة أثناء تواجد القحطاني، وقبل خروج أحدهم فجر نفسه أثناء سلامه على القحطاني.
ونشر إعلام الهيئة صورة لشخص قيل إنه “الانتحاري” الذي فجر نفسه داخل المضافة.
رواية معاكسة
لكن في المقابل كذب قياديون سابقون منشقون رواية الهيئة، مشيرين إلى أن القحطاني قتل بانفجار لغم وضع داخل سيف تم إهداؤه له.
ومن هذه الآراء صالح الحموي، وهو أحد مؤسسي “جبهة النصرة” ويعمل حالياً كـ”باحث سياسي مختص في الجماعات الجهادية”.
وقال الحموي صاحب قناة “أس الصراع في الشام” عبر تلغرام، إن ثلاثة عناصر دخلوا إلى المضافة، و”هم كانوا دخلوا إلى هذه المضافة منذ عدة أيام ليألفوا وجوههم، وأحدهم كان يحمل بطاقة أمنية ليسمح له بالدخول”.
وأضاف: “أهدوا القحطاني سيفاً داخل صندوق كبير، ثم خرج اثنان وبقي واحد اقترب من القحطاني يعانقه وهنا وقع الانفجار وصندوق السيف كان يحمله القحطاني”.
ولفت إلى أن الشخص الذي نشرت صورته إما “لايعلم أن الصندوق ملغم وفجروه الاثنان اللذان خرجا من المضافة، أو كان يلبس حزاماً وتم تفجيره عن بعد، وأستبعد هذه الرواية لعدم وجود علامات على شظايا في جسم القحطاني والشخص هذا”.
وأشار إلى أن “طبيعة الانفجار هي نسف وهذا يعني مادة متفجرة، وليس كرات فولاذية كما في الحزام”، متهماً الجولاني بالوقوف وراء العملية.
كما أشار إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم ينفذ أي تفجير في إدلب منذ ثلاث سنوات، بسبب اتفاق مع الهيئة مقابل السماح لعائلاتهم بالتنقل والسماح لكل قيادي بزيارة زوجته من البادية، متساءلاً “لمَ الآن تمكنت من ذلك بعد خروج القحطاني حصراً”.
كما اتهم القيادي السابق “أبو يحيى الشامي” الجولاني بالوقوف وراء اغتيال القحطاني.
وكان الشامي حذر قبل أسابيع من إقدام الجولاني على اغتيال ما أسماه “كبشاً سميناً ويتهم به غيره”.
من جانبه، توقع عبد الرزاق المهدي الذي يعتبر من أبرز الدعاة والشرعيين في الشمال السوري، أن الأمر لن يتوقف عند استهداف القحطاني.
وقال المهدي، عبر قناته في “تلغرام” “الظاهر أن البعض لهم مصلحة في إدخال المحرر في دوامة وفوضى لخلط الأوراق، فلن يتوقف الأمر باستهداف أبي ماريا”.
وأضاف: “بل سيتبعه استهداف الشخصيات المؤثرة والفاعلة في المحرر”.