أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو من منصبه بعد 12 عاماً، وتعيين أحد المتخصصين بالاقتصاد بدلاً عنه.
وحسب الكرملين، أمس الأحد، فإن بوتين رشح المدني أندريه بيلوسوف، نائب رئيس الوزراء السابق والمتخصص في الاقتصاد لمنصب وزير الدفاع بدلاً من شويغو.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: “اليوم في ساحة المعركة، الفائز هو من أكثر انفتاحاً على الابتكار، وبالتالي فمن الطبيعي أنه في المرحلة الحالية، قرر الرئيس أن يرأس وزارة الدفاع الروسية مدني”.
وأضاف بيسكوف أن شويغو سيترأس مجلس الأمن القومي وسيشرف على المجمع الصناعي العسكري الروسي.
وسيحل شويغو بدلاً من نيكولاي باتروشيف، زميل بوتين السابق في المخابرات السوفيتية (KGB)، والذي قال الكرملين إنه سيتم نقله إلى منصب آخر سيتم الإعلان عنه في الأيام المقبلة.
وأكد الكرملين أن التغييرات الجديدة لا تشير إلى “تحول في النظام العسكري الروسي الحالي”.
وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن منصب شويغو الجديد سيمنحه إمكانية “الوصول الوثيق” إلى الرئيس بوتين لكن دون صلاحية حقيقية.
ووصفت الصحيفة التعديلات الجديدة بأنها “نادرة الحدوث”، واعتبرت أنها “يمكن أن تمثل نقطة تحول في حرب روسيا المستمرة منذ أكثر من عامين في أوكرانيا”.
وأرجعت التغييرات الجديدة، حسب الصحيفة، إلى رغبة بوتين “في إحداث تغييرات وإظهار أن روسيا تتمتع بالانضباط والقدرة الاقتصادية لشن حرب طويلة”، في أوكرانيا.
من جانبها وصفت وكالة “بلومبيرغ” التغيير بأنه “مفاجئ”، وقالت إنه يؤكد تصميم بوتين على “تعبئة اقتصاد الحرب الروسي لصراع طويل ومكثف في أوكرانيا ضد الغرب”.
وأضافت الوكالة، نقلاً عن مصدر مطلع، أن تعيين بيلوسوف في منصب وزير الدفاع يكرر نموذج وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت ماكنامارا.
وكان ماكنامارا في عهد الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون في ستينيات القرن الماضي أثناء حرب فيتنام، وقام بإصلاح المشتريات العسكرية لتحسين الكفاءة.
وأكد بيسكوف أن ميزانية وزارة الدفاع تقترب من مستوى منتصف الثمانينيات، أيام الحرب الباردة، وتبلغ حالياً 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي، معتبراً ذلك “ليس حرجاً بعد لكنها مهمة للغاية”.
وقال أندريه كولسنيكوف، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في موسكو لوكالة “بلومبيرغ”، إن “تعيين بيلوسوف علامة على أن الاقتصاد الروسي يتحول إلى اقتصاد حرب”.
من هو شويغو؟
ولد في 21 مايو/ أيار عام 1955 في مدينة تشادان في جمهورية تيفا السوفياتية (في الوقت الحالي جمهورية تيفا).
يوصف من قبل وسائل الإعلام الروسية، بأنه وزير لا يرتدي ربطة العنق ولا يحمل حقيبة العمل، لكنه “يحمل عدة هائلة من الخبرة في الحياة، ويقود العمليات من مكان الحدث، حيث الخطر الكبير وليس من مكتبه في موسكو”.
حصل شويغو على لقب بطل روسيا في عام 1999، ووصل إلى رتبة جنرال في الجيش الروسي عام 2003، كما تولى منصب وزير روسيا لشؤون الدفاع المدني وحالات الطوارئ والتخلص من عواقب الكوارث الطبيعية (وزارة حالات الطوارئ).
بعد تسع سنوات، وفي مايو/أيار من عام 2012، شغل شويغو منصب محافظ منطقة ضواحي موسكو، ليعينه بوتين بعد عدة أشهر وزيراً للدفاع في روسيا.
وكان شويغو مدير العمليات العسكرية الروسية في سورية منذ 2015، والعقل المدبر لعملية ضم شبه جزيرة القرم.