أعلنت طهران عن عزمها إنشاء مركز تجاري للإيرانيين في المنطقة الحرة بالعاصمة دمشق، استكمالاً لأهدافها في خلق نفوذ اقتصادي لها في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء “الطلبة” الإيرانية (إسنا)، أمس السبت، عن رئيس اللجنة “الاقتصادية المشتركة بين إيران وسوريا”، كيوان كاشفي، قوله إنه سيتم إنشاء المركز التجاري في المستقبل القريب.
وأشار كاشفي إلی الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد اقتصادي إيراني والتفى خلالها مسؤولين مع نظام الأسد، وقال إنه “خلال هذه الزيارة، تمت التمهيدات لإنشاء مرکز تجاري للإيرانيين في دمشق وتوجت التمهيدات بنجاحات”.
وأوضح أنه خلال هذه الزيارة تمت متابعة أمور أساسية أخری، ومنها إنشاء “شرکة النقل المشتركة بين إيران والعراق وسوريا لنقل البضائع الإيرانية عبر العراق إلی سوريا”.
ولفت المسؤول الإيرانية إلى أنه تم “استعراض ملفات أخری مثل إمکانية التبادلات المالية عبر مصارف البلدين، وتسهيل حرکة النشطاء التجاريين للبلدين”. متحدثاً عن دور لطهران في “إعادة إعمار سوريا”.
وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقعت حكومة نظام الأسد مع نظيرتها الإيرانية اتفاقية “التعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد” بين الجانبين، وسط تأكيدات من حكومة النظام أن الشركات الإيرانية ستتمتع بالأولوية في إعادة إعمار سوريا مستقبلاً.
ويأتي تعزيز الوجود الإيراني في سوريا، في وقت تسعى فيه دول خليجية إلى إعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد، والذي يُعزز هيمنة إيران الاقتصاد.
وبينما أعلنت كل من الإمارات والبحرين – اللتين تقولا إنهما تتبعان سياسة مناهضة لإيران – عن إعادة افتتاح سفارة بلديهما في العاصمة دمشق، حصلت إيران من نظام الأسد يوم على اتفاق التعاون الاقتصادي طويل الأمد.
وتريد إيران أن تقلد في سوريا هيمنتها على القطاعات الاقتصادية للعراق المجاورة، إذ تعتبر طهران نفسها صاحبة فضل في تجنيب الأسد من الكارثة، وتمتعت طهران بمعاملة تفضيلية في اقتصاد سوريا أثناء محاولتها استرداد الستة مليارات دولار التي يقدر أنها أنفقتها سنوياً في دعم النظام. وبلا مفاجأة، أصدرت حكومة الأسد منذ عام 2014 مراراً مناقصات حصرية للشركات الإيرانية بمعدل من واحدة إلى ثلاثة شهرياً.