البرلمان التركي يوافق رسمياً على إرسال قوات إلى ليبيا
وافق البرلمان التركي، اليوم الخميس، على إرسال قوات إلى ليبيا، من أجل دعم الحكومة المعترف بها دولياً، والتي يرأسها فايز السراج.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن البرلمان وافق بأغلبية 325 صوتاً مقابل 184 صوتاً، على مذكرة تفويض رئاسية لإرسال قوات إلى ليبيا، بحيث تكون مدة التفويض عاماً واحداً قابلاً للتمديد، بموجب المادة “92” من الدستور التركي، المتعلقة بإرسال قوات عسكرية إلى دول أجنبية.
وكانت حكومة السراج طلبت من تركيا، الأسبوع الماضي، التدخل العسكري لصد هجوم تشنه قوات خليفة حفتر على العاصمة طرابلس (مقر حكومة السراج)، ما دفع البرلمان التركي إلى عقد جلسة استثنائية، اليوم، رغم أنه في عطلة رسمية منذ 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي وتستمر لغاية 7 يناير/ كانون الثاني 2020.
ويسمح تفويض البرلمان لتركيا بإرسال قوات إلى ليبيا، بصفة استشارية من أجل تدريب قوات السراج في حربها ضد قوات حفتر، المدعومة من قبل السعودية ومصر والإمارات.
وتقول تركيا في مذكرة التفويض، إن هدفها من إرسال قوات إلى ليبيا هو “حماية المصالح الوطنية انطلاقاً من القانون الدولي، واتخاذ جميع الاحتياطيات اللازمة ضد المخاطر الأمنية والتي مصدرها جماعات مسلحة غير شرعية في ليبيا.”
تنديد من داعمي حفتر
سارعت مصر إلى إدانة موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا، وأصدرت الخارجية المصرية بياناً قالت فيه إن “جمهورية مصر العربية تدين بأشد العبارات خطوة تمرير البرلمان التركي المذكرة المقدمة من الرئيس التركي بتفويضه لإرسال قوات تركية إلى ليبيا”، وأضاف “إن قرار البرلمان يعد انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل واضح”.
كما أدانت جامعة الدول العربية قرار البرلمان التركي، وقالت في بيان لها إنها “تؤكد دعم العملية السياسية في ليبيا من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات”، معتبرة أن إرسال قوات تركية إلى ليبيا يؤدي إلى “إذكاء الصراع الدائر هناك”.
في حين رفضت الجزائر إرسال قوات أجنبية إلى ليبيا، وقال وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، اليوم الخميس، إن الجزائر “ترفض وجود أي قوة أجنبية مهما كانت هويتها في ليبيا”.
وأضاف، خلال كلمة له على هامش فعالية إرسال مساعدات إنسانية إلى ليبيا، أن بلاده “ستقدم في الأيام القليلة المقبلة العديد من المبادرات، في اتجاه الحل السلمي للأزمة في ليبيا، ما بين الليبيين فقط”.
وعلى خليفة ذلك، أجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم، لبحث المستجدات في الملفين الليبي والسوري، وقالت الرئاسة التركية في بيان لها، إن أردوغان وترامب “شددا على أهمية الدبلوماسية في حل المسائل الإقليمية، واتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين من أجل الربح المشترك”، حسبما نقلت وكالة الأناضول عنه.
ومن المنتظر أن يحدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، موعد إرسال قوات تركية إلى ليبيا ومكان انتشارها، خلال الساعات المقبلة.