عشرات آلاف النازحين الجُدد..بيدرسون: الوضع الإنساني بإدلب “كارثي”
وصف المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، الوضع الإنساني في منطقة إدلب بأنه “كارثي”، وذلك بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة، نزوح أكثر من 38 ألف شخص في الشمال السوري خلال خمسة أيام، جراء القصف المكثف لقوات الأسد ورسيا على المنطقة، ليصل عدد النازحين خلال أسابيع قليلة إلى نحو 400 ألف مدني.
وقال المبعوث الأممي، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالعاصمة موسكو، أمس الجمعة، إن المدنيين يدفعون “ثمنا باهظا”.
ولفت بيدرسون إلى أن تسوية الوضع في إدلب، هو شرط أساسي لعودة اللاجئين إلى سورية، معتبراً حسبما نقلت عنه وكالة “الأناضول”، أن “المشكلة هي أن أكثر من 50% من سكان سورية غادروا منازلهم، ولهذا ما نريد تحقيقه الآن هو إيجاد وضع ليبدؤا في العودة، ومن ثم سنحتاج العملية السياسية في البلاد واستقرار الوضع في إدلب”.
وأضاف المبعوث الأممي: “نحن نتفهم التحديات عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب، لكننا حذرنا أيضاً مما نراه الآن، وهو ثمن مرتفع للغاية يدفعه المدنيون”، مشيراً إلى وجود حوالي 700 ألف نزحوا منذ أبريل/نيسان الماضي وقتل أكثر من 1500 مدني، في شمال غرب سورية.
عشرات ألاف النازحين الجُدد
بموازاة ذلك، نزح أكثر من 38 ألف شخص عن منازلهم في شمال غرب سورية خلال خمسة ايام، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأعربت الأمم المتحدة عن “القلق البالغ” حيال ازدياد عمليات النزوح، فيما أشار المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوشا) دايفيد سوانسون، لـ”فرانس برس”، إلى وجود “معلومات شبه يومية عن غارات جوية وقصف مدفعي في المنطقة”.
وأوضح في بيان أنّ “ما بين 15 و19 كانون الثاني/يناير، نزح أكثر من 38 ألف شخص، خاصة عن غرب حلب” باتجاه مناطق أخرى ضمن المحافظة أو باتجاه إدلب.
وفي بيان الجمعة، قالت ميستي بوسويل، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنّ “التصعيد الأخير فتح الباب أمام جبهة جديدة خطيرة”، مشيرةً إلى أنّ “المخيمات ممتلئة والخدمات الصحية مستنزفة وغالبية (النازحين) يعيشون في خيم هشة مكتظة وتغمرها مياه” الأمطار.
وكان فريق “منسقو استجابة سوريا”، وثق الجمعة، مقتل 84 مدنياً في ريف حلب، في أقل من أسبوعين، جراء الحملة العسكرية المتواصلة من قبل قوات الأسد، بدعم روسي، وسط نزوح 71 ألف مدني من ريفي حلب الجنوبي والغربي خلال يومين بسبب شدة القصف.
وحتى اليوم تستمر قوات الأسد، بدعم من روسيا، حملتها العسكرية على محافظة إدلب وأرياف حلب واللاذقية، وذلك رغم إعلان وقف إطلاق نار من قبل الجانبين الروسي والتركي، قبل أسبوعين.
ويتذرع نظام الأسد بحملته على قرى وبلدات ريف حلب الغربي، بقصف تنفذه “هيئة تحرير الشام”،على المناطق التي يسيطر عليها في مدينة حلب، حسب زعمه.
اللجنة الدستورية
وبما يخص اللجنة الدستورية السورية، التي فشلت أطرافها في التوصل إلى اتفاق، حتى الآن، أشاد المبعوث الأممي بتشكيل اللجنة الدستورية السورية باعتبارها “خطوة مهمة إلى الأمام”، لكنه قال:”نحن نفهم أن الأمر سيستغرق بعض الوقت ونحن لا نتسرع في هذا، كما نأمل أن يكون لها (اللجنة) تأثير على العملية السياسية الأوسع، وتحسين حياة السوريين الذين يعيشون في البلاد والدفع لعودة اللاجئين”.
وكشف بيدرسون، أنه سيزور العاصمة السورية دمشق، الأربعاء القادم، لإجراء محادثات مع نظام الأسد.
بدوره تحدث لافروف خلال لقائه مع المبعوث الأممي، عن الجوانب الاقتصادية والإنسانية للملف السوري، وقال مخاطباً بيدرسون: “نحن نقدر النهج الذي اتبعته أنت وفريقك لتهيئة الظروف للمفاوضين، لخلق ثقافة الحوار وبناء الثقة، وهذا عنصر مهم للغاية للتسوية”، لكنه قال أيضاً:”نحن لا نهول من حقيقة أنه بعد أشهر قليلة من تشكيل اللجنة الدستورية، لم تتحقق نتائج كبيرة، فلم يكن ذلك متوقعاً”.