نظام الأسد يستدعي ميليشياته المُنحلة باللاذقية لمعارك إدلب وحلب (صور)
"سرايا العرين" و"بواشق جبلة" و"فوج البواسل"
رغم اتجاه النظام في الأشهر الماضية، لِحلّ بعض الميليشيات التي تعاظم نفوذها، في مناطق الساحل، إلا أن ضراوة المعارك الدائرة في جبهتي إدلب وحلب، دفعته مُجدداً للاستعانة بهذه المجموعات المُسلحة. إذ أفادت مصادر محلية في محافظة اللاذقية، عن استدعاء العديد من الميليشيات المُنحلة، وزجها لدعم قوات النظام في معارك إدلب.
وأكدت وسائل إعلام محلية هذه الأنباء، بعد نشر صورٍ تظهر وصول دفعات جديدة من المُسلحين، إلى جبهة حلب، بمسمى “القوات الرديفة”، حيث أظهرت صور عرضتها “شبكة أخبار جبلة الأولى” الموالية للنظام، وصول الدفعة الثانية التي تضم عشرات العناصر من ميليشيا “سرايا العرين 313” (كتائب الحارث) التي يقودها بشار طلال الأسد (ابن عم رئيس النظام)، ومقرها الرئيسي في القرداحة.
وكانت ميليشيا “سرايا العرين”، سحبت جميع قواتها من حواجز مدينة اللاذقية، ومن جبهات الريف الشمالي منذ قرابة عام، بأوامر من النظام، ولم تُشارك بأي عمليات قتالية لاحقاً”.
وصول الدفعة الثانية من تعزيزات القوات الرديفة للجيش السوري للمُشاركة في حملة تحرير إدلب و ريف حلب دعائكن لهالشباب الله يكون معهن وينصرهن يارب ❤
Posted by شبكة أخبار جبلة الأولى 1 on Sunday, January 26, 2020
وقبل عدة أشهر، دارت عدة اشتباكات مسلحة، بين عناصر هذه الميليشيا والأجهزة الأمنية في اللاذقية ومدينة جبلة، كما تم اعتقال بعض عناصرها بعد قيامهم بعمليات سرقة ونهب واسعة في أرجاء المحافظة، إلا أنّ الميليشيا التي تعرف بولائها لإيران، بقيت تُسيطر على العديد من قرى ريف القرداحة، مسقط رأس معظم عناصرها، يقع مقرهم الرئيسي في منطقة الفاخورة بريف اللاذقية.
توجه إيراني
في السياق ذاته أكد مسؤول “لجان التنسيق المحلية “في مدينة جبلة، أبو يوسف جبلاوي، لـ”السورية.نت”، أنّ النظام استقدم مؤخراً العديد من المليشيات الأخرى للقتال في معارك إدلب مثل مجموعات من “الدفاع الوطني” المنحلة، و” فوج البواسل” الذي تم تسريح عناصره قبل أشهر، و “بواشق جبلة”، التي ظهر عناصرها المسلحين، في صورة أعقبت سيطرتهم على قرية معرشورين، بريف إدلب يوم الإثنين الماضي، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن خمسة من عناصر هذه المليشيا، قتلوا في المعارك الأخيرة.
وأوضح جبلاوي، إلى أن هذا التطور جاء بعد قرابة عامين من جهود روسية كبيرة في الساحل السوري، لإنهاء ظاهرة المليشيات وحلها بالكامل، والحاقها بـ “الفيلق الخامس”، حيث كان من المفترض أن ينتهي دور “القوات الرديفة” بعد تشكيل “الفيلق الخامس”.
وأكد ذات المتحدث، أن معظم المليشيات الملتحقة بقوات النظام في حلب، تتبع لنفوذ المليشيات الإيرانية، التي تتولى حالياً مهمة قيادة العمليات في ريف حلب الغربي، مرجحاً أن يكون سبب التحاقها للقتال من جديد، كونها أكثر ولاءً لإيران من قوات النظام، التي تحوي خليطاً من المقاتلين، من مناطق مختلفة.
وكان تقريرٌ لـ”مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية”، قد ذكر منتصف الشهر الجاري، إنّ مليشيا “لواء القدس” الفسلطينية الموالية للنظام، فتحت باب التطويع لديها بجميع الاختصاصات العسكرية، من جميع المناطق السورية للقتال في حلب وإدلب.
ونقلت المجموعة عن ناشطين فلسطينيّن اتهامهم “لواء القدس”، بتجنيد صغار السن من اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيم النيرب وحندرات، وإرسالهم إلى جبهات القتال. كما وثقت مجموعة العمل، مقتل عدد منهم في المعارك، كالشاب الفلسطيني، أحمد أبو خشبة، الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.
توسيع المعركة
من جانب آخر رأى القائد العسكري في الفرقة الساحلية الأولى ( تقاتل في ريف اللاذقية) أبو يزن الشامي، أنّ عودة النظام للاعتماد على مليشيات الساحل في معاركه بإدلب وحلب، واستدعائه مئات المُسلحين مُجدداً، يؤشر إلى إمكانية توسيع نطاق هذه العمليات، لتشمل مناطق جديدة، مرجحاً أن يتم استخدام هؤلاء المُسلحين، في تثبيت نقاط وحواجز جديدة في المناطق التي تتم السيطرة عليها.
ولم يستبعد القيادي العسكري، في حديثه لـ”السورية.نت”، فتح النظام محاور جديدة للقتال، مثل إعادة المحاولات للسيطرة على جبهة كبانة وجسر الشغور، لفتح طريق اللاذقية – حلب، ومحاولة وصل هذه الجبهات ببعضها، لعزل ما تبقي من محافظة إدلب.
ونوّه ذات المتحدث، إلى أهمية المعركة التي تدور حالياً، حيث وضع النظام ثقله الكبير فيها، وجلّ امكانياته لاستعادة السيطرة على إدلب، مطالباً في الوقت ذاته “جميع الفصائل فهم خطورة ما يحصل و إعلان النفير العام”.