تصفية مباشرة.. “تنظيم الدولة” ينفذُ هجمات جديدة بمناطق “قسد”
وسعت خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، عمليات التصفية والاغتيالات، بحق مدنيين وعناصر من قوات “قسد”، خلال الأيام الماضية، الأمر الذي شكل كرّس مُجدداً، ترهل الوضع الأمني، في المناطق الخاضعة لـ”قسد”، خاصةً أن هجمات التنظيم الجديدة، اكتسبت طابع العلنية.
وفي أحدث العمليات التي هزت مناطق سيطرة قوات “قسد” في الضفة اليسرى من نهر الفرات شرق ديرالزور، تمكنت خلايا تابعة لـ”تنظيم الدولة”، ظهر أمس الخميس، من قتل إسماعيل فراس العبار “أبو سيف الشويطي”، أحد عناصر “قسد” من بلدة صبيخان، حيث قُتل داخل مستشفى الشحيل التخصصي، بعد أن دخل مجهولون إلى المستشفى وأطلقوا النار عليه، وفق “الشرقية 24”.
بدورها قالت شبكة “فرات بوست” التي يُديرها ناشطون من شرقي سورية، إن العناصر المجهولين الذين تُرجحُ تبعيتهم أنها لـ”تنظيم الدولة”، أطلقوا النار على سيارة كان يستقلها العبار، وهو أحد عناصر “تنظيم الدولة” سابقاً، ويحمل اثباتات مزورة لشخص مدني من مدينة الحسكة، في مدينة الشحيل، ما أدى لإصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى الشحيل لتلقي العلاج، قبل أن يقتحم المستشفى خمسة أشخاص، ويقومون بتصفيته، وهم يرددون شعار التنظيم “باقية .. باقية”.
كما قام مجهولون بإطلاق النار ظهر يوم الخميس، على أيمن عكاب الفرهود، وهو من أبناء بلدة ذيبان، في الشارع العا بالبلدة، أمام أعين والده ما أدى لمقتله على الفور.
وعقب ساعات تبنى “تنظيم الدولة”، عبر بيان رسمي، قتل الشاب أيمن العقاب، بتهمة التعامل مع “قسد”، فيما أشارت شبكة “فرات بوست”، إلى أن الشاب مدني، ولا ينتمي لأي جهة عسكرية.
وسبق حادثة العبار، قيام مجهولين صباح الخميس، بنصب كمين للقيادي في “قسد”، جمعة الركاض، في مدينة الشحيل، واستهداف سيارته بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتله على الفور، حيث تبنى “تنظيم الدولة” مقتل الركاض الذي ينحدر من مدينة مركدة بريف ديرالزور.
ووفقاً لشبكة “الشرقية 24″، فإن التنظيم، شن يوم الخميس، هجوماً كبيراً استهدف عناصر من قوات “قسد” في قرية درنج بريف ديرالزور الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى من عناصر “قسد”، لم تُعرف حصيلتهم.
وعقب تلك الهجمات، شنت قوات قسد مدعومة من التحالف الدولي، حملة مداهمة في مدينة البصيرة، أسفرت عن اعتقال كل من “غنام العواد الكماز، وحافظ الخلفان الكماز، وأحمد العبد الختلة الكماز، وحسين الحجي الكماز”، وفق “فرات بوست”.
مداهمات مستمرة
وساد توتر في بلدة الحصان على خلفية مقتل حمد عايش الفرحان، وإصابة إثنين من أشقائه بجروح، خلال مداهمة “قسد” منزلهم ليلة الأربعاء، حيث قام الأهالي صباح الخميس، بطرد أحد حواجز “قسد” وسط البلدة، الأمر الذي دفع وجهائها للاجتماع مع المدنيين لحل الخلاف مع “قسد”.
وتتهم “قسد” مدنيين في دير الزور، بالانتماء إلى “تنظيم الدولة”، الأمر الذي ينفيه الأهالي عبر بيانات رسمية، تصدر من شيوخ عشائر، وسط ازدياد عمليات المداهمة، بدعم من الطيران المروحي للتحالف الدولي، وخاصة أن بعضها يسفر عن مقتل عدد من المدنيين خلال مداهمة بيوتهم ليلاً، ويتبين لاحقاً أنهم مدنيون وليس لهم أي انتماء للتنظيم.
ومنذ خسارة “تنظيم الدولة”، في مارس/آذار 2019، آخر معاقله في الباغوز شرقي ديرالزور، عقب معارك مع “قسد”، ما يزال عدد من قيادات التنظيم متوارين عن الأنظار، حيث يعتمد التنظيم على بعض القادة، في إدارة هيكليته من جديد، رغم مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، في عملية أمريكية خاصة، استهدفت منزله في بلدة باريشا بإدلب في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وتتحرك خلايا “تنظيم الدولة” في بعض المواقع في البادية السورية، وتستهدف أرتال ومواقع قوات الأسد هناك، وسط مخاوف من لملمة قواه لتأمين بقائه، عبر إعادة هيكليته التنظيمية، معتمداً على الكمائن والهجمات المباغتة على طرق إمداد قوات الأسد إلى ديرالزور وحمص.
وتُشير بعض المعطيات، إلى امتلاك التنظيم مقومات البقاء لخلاياه في دير الزور وبادية حمص، عبر شبكات تهريب يُديرها، وتؤمن له احتياجاته الأساسية من الطعام والدواء، فضلاً عن تخزينه لكميات من السلاح الثقيل.