إدلب..الواقع الصحي بمواجهة “الكارثة”: الحاجة تفوق الإمكانيات بأضعاف
ازدادت حدة التحذيرات من تدهورٍ يشهده القطاع الطبي في محافظة إدلب، مع اشتداد الحملة العسكرية الأخيرة، واستهداف قوات الأسد وروسيا للمشافي والمراكز الطبية في المحافظة، في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة وتراجع المجتمع الدولي عن دعم هذا القطاع.
إذ حذرت “منظمة الصحة العالمية” من مخاطر صحية تواجه مئات الآلاف من السوريين الذين أجبروا على الفرار، بسبب تكثيف المعارك في إدلب، مشيرة في تقرير صادر الاثنين الماضي، إلى أنه خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي علّقت 53 منشأة صحية خدماتها، بسبب انعدام الأمن والتهديدات المتعلقة بالهجمات، أو بسبب تحوّل التجمعات السكنية إلى مناطق مهجورة، بعد رحيل نزوح سكانها جراء القصف.
رئيس شعبة الإعلام في مديرية صحة إدلب، عماد زهران، قال لموقع “السورية نت”، إن الوضع الصحي في إدلب “سيء جداً”، مشيراً إلى أن الريف الجنوبي للمحافظة أصبح خالياً تماماً من أي نقطة طبية، بسبب القصف الممنهج الذي ينفذه طيران الأسد والطيران الروسي.
وبحسب زهران، تم استهداف أكثر من 49 منشأة صحية في أرياف إدلب وحلب وحماة، من قبل النظام وروسيا، 21 منها دُمرت بشكل كامل وخرجت عن الخدمة، وذلك في الفترة بين أبريل/ نيسان 2019 وحتى تاريخ اليوم.
وأضاف “90% من سكان ريف إدلب الجنوبي نزحوا إلى المناطق الشمالية، في حين لا يزال عدد قليل من الأهالي غير قادرين على النزوح، بسبب سوء الأحوال المالية، وهم محرومون من أي خدمة طبية هناك”.
الحاجة تفوق الإمكانيات بأضعاف
في ظل الإمكانيات “الضعيفة”، تسعى مديرية صحة إدلب والمنظمات العاملة في المنطقة إلى الاستجابة لسوء القطاع الطبي في المنطقة، عبر اتخاذ إجراءات من شأنها احتواء الأزمة.
وقال رئيس شعبة الإعلام في مديرية صحة إدلب، عماد زهران، لـ “السورية نت”، إن المديرية اتخذت عدة إجراءات، من بينها نقل كافة النقاط الطبية، التي لم يطالها القصف، إلى أماكن تجمع النازحين شمالي إدلب، بالإضافة إلى دعم المراكز الطبية الموجود أساساً في الشمال، عبر التواصل مع المنظمات الدولية لتأمين دعم إضافي.
وتحدث زهران عن تأثر الوضع الطبي في إدلب بانقطاع الدعم الدولي المُقدّم، مشيراً إلى أن الدعم الدولي انخفض عام 2019 بنسبة 40% عن عام 2018، فيما تضاعفت الحاجة للخدمات الصحية بشكل كبير خلال عام 2019، إثر اشتداد الحملة العسكرية على المنطقة.
وكانت “الوكالة الألمانية للتعاون الفني” علّقت، مطلع العام الماضي، دعمها للمشاريع الصحية ومديريات “الصحة الحرة” في محافظات حماة وإدلب وحلب واللاذقية، حتى إشعار آخر، ما دفعها للعمل بشكل طوعي.
وتعليقاً على ذلك، قالت “منظمة الصحة العالمية” في تقريرها، إنه “من أجل ملء الفراغ الناتج عن تعليق عمل عدد من المرافق الصحية، تقوم المنظمة بمراجعة نظام التحويل الخاص بها، والحفاظ على مخزونها من الأدوية المنقذة للحياة، للأشخاص الذين يعانون من أمراض غير معدية، ودعم نقل بعض المرافق الصحية”.
فيما قال رئيس شعبة الإعلام بمديرية صحة إدلب إن نداءاتهم للمجتمع الدولي لم تلقَ أي استجابة حتى اليوم، مضيفاً “لا يوجد وعي دولي لحجم الكارثة التي يمكن أن تحصل في إدلب. نحن على تواصل دائم مع المنظمات الدولية، إلا أن الدعم لا يُقارن بحجم الكارثة”.