هكذا استغلت إسرائيل طائرة “أجنحة الشام” لقصف محيط دمشق
اتهمت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إسرائيل باستخدام الطيران المدني، كغطاء لمنع الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، من الرد على الضربات الإسرائيلية التي طالت عدة مناطق بدمشق وريفها فجر الخميس.
وكانت وكالة إعلام النظام “سانا” أعلنت أن دفاعات النظام الجوية، تصدت بعد منتصف ليل الخميس “لعدوان إسرائيلي بالصواريخ استهدف محيط دمشق والمنطقة الجنوبية وأسقطت معظم الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها”.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان: “في الـ6 من فبراير الجاري، وبعد الساعة الثانية فجر الخميس، شنت أربع مقاتلات من طراز إف 16 تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، ودون دخولها المجال الجوي السوري، غارات بثمانية صواريخ (جو – أرض) على ضواحي العاصمة السورية دمشق، وقامت الدفاعات الجوية السورية بالتصدي بفاعلية للغارات الإسرائيلية”.
وأشار المتحدث إلى أنه في الوقت نفسه الذي شنت فيه المقاتلات الإسرائيلية غاراتها في ضواحي دمشق، وبالقرب من مطار دمشق الدولي، كانت طائرة ركاب من طراز إيرباص – 320 تحمل على متنها 172 شخصاً تستعد للهبوط في المطار قادمة من طهران، وفق “روسيا اليوم”.
وكانت الطائرة إيرباص إيه320 في طريقها إلى مطار دمشق الدولي، عندما أجبرت على تحويل مسارها إلى قاعدة حميميم بريف اللاذقية، التي يديرها الجيش الروسي.
ولم يكشف المتحدث عن اسم شركة الطيران، لكن بيانات لخدمة “فلايت رادار” أوضحت أن الطائرة تابعة لشركة “أجنحة الشام” السورية، المملوكة لرامي مخلوف، ابن خال رأس النظام في سورية بشار الأسد.
وشركة “أجنحة الشام” للرحلات الجوية تأسست في عام 2007، ويقع مقرها في مطار دمشق، وفُرضت عليها عقوبات أمريكية عام 2016، لأنها تنقل مقاتلين موالين للأسد إلى سورية، وتساعد المخابرات العسكرية للأسد على نقل أسلحة ومعدات.
وكان تحقيق لـ”رويترز”، قد كشف في إبريل/ نيسان 2018، عن تفاصيل كثيرة لكيفية نقل متعاقدين روس (مرتزقة) إلى سورية، لمساندة نظام بشار الأسد الذي يعتمد عليهم بشكل كبير، وأظهر التحقيق الدور الواسع الذي تقوم به شركة “أجنحة الشام” للطيران في عملية نقل العسكريين.
واحجم متحدثون باسم الجيش ووزارة الخارجية الإسرائيلية عن الرد على اتهامات الدفاع الروسية، وفق “رويترز”.
وكانت سانا” قالت، إن القصف الإسرائيلي حصل على عدة موجات، حيث أطلقت الطائرات عدة صواريخ من فوق الجولان وجنوب لبنان، استهدفت مناطق الكسوة ومرج السلطان وجسر بغداد وجنوب إزرع.
ولم تعرف نتائج القصف على مواقع قوات الأسد أو الميليشيات الإيرانية، إلا أن صفحات موالية، نعت مقتل اللواء اسماعيل بدران قائد مطار المزّة العسكري إثر إصابته بالقصف الإسرائيلي.
وتشن إسرائيل ضربات متكررة على أهداف للميليشيات الإيرانية في سورية، بهدف منع الحرس الثوري الإيراني، من مواصلة جهوده لتكثيف وجوده العسكري في سورية.
ووفقاً لصحيفة هآرتس الإسرائيلية فإن هناك “إجماعاً في إسرائيل على ضرب الأهداف الإيرانية في سورية، وأن إلغاء الطلعات الجوية يعني تنازل إسرائيل عن مسؤولية حماية أمنها”.
حادثة طائرة “إيل 20” الروسية
وكانت روسيا حمّلت إسرائيل المسؤولية عن إسقاط طائرة “إيل 20” الروسية قبالة السواحل السورية، يوم 17 سبتمبر/ أيلول 2018، وأسفرت عن مقتل 15 عسكرياً روسياً بعد أن قامت قوات نظام الأسد بإسقاط الطائرة،عقب قيام طائرات إسرائيلية بشن هجوم في المنطقة.
واتهم الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف وقتها إسرائيل، بأنها ضللت موسكو بشأن منطقة غارات مقاتلاتها، واصفاً السلوك الإسرائيلي بـ “الجاحد” بما عملته روسيا لإسرائيل، وفق ما نقلت روسيا اليوم آنذاك.
وفي بادئ الأمر، بدا أن الحادث سيسبب على الأرجح أزمة بين روسيا وإسرائيل، بعد اتهام وزير الدفاع الروسي لإسرائيل بأنها مسؤولة بشكل غير مباشر عن الواقعة. لكن الرئيس “فلاديمير بوتين”، وصف الواقعة بأنها “سلسلة من الأحداث المأساوية العارضة”.
ثلاث خطوات
وعقب ذلك أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اتخاذ موسكو ثلاث خطوات مهمة لحماية أمن عسكرييها في سورية:
1- تسليم منظومات “إس-300” الروسية للدفاع الجوي إلى قوات الأسد خلال أسبوعين.
2- تجهيز المراكز القيادية لقوات الدفاع الجوي التابعة لنظام الأسد بنظام آلي للتحكم، موجود حصرياً لدى الجيش الروسي، مما سيضمن الإدارة المركزية لجميع الدفاعات الجوية السورية، وتحديد جميع الطائرات الروسية في الأجواء من قبلها.
3- إطلاق التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سورية، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات، أثناء أي هجوم مستقبلي على سورية.
إلا أن تلك الخطوات لم تمنع إسرائيل من قصف مواقع قوات الأسد والميليشيات الإيرانية لاحقاً، حيث اعتبر مراقبون أن تلك الخطوة هي فقط لحماية العسكريين الروس في سورية وليس لحماية مواقع النظام.