تفاصيل بيوت “الطوب” للنازحين بإدلب..الخطة: إيواء 60 ألف عائلة
بدأت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الانسان والحريات التركية (ihh)، تسليم أولى منازل السكن المؤقتة المبنية من الطوب(البلوك)، لنازحين في إدلب، وذلك ضمن حملة “كن سقفاً” التي أعلنتها الهيئة، وقالت إنها تهدف لإيواء 10 آلاف أسرة في المنازل المؤقتة، خلال المرحلة الأولى من المشروع.
وكانت “هيئة الإغاثة”، قد قالت عبر حسابها الرسمي في “تويتر”، يوم الخميس 30 يناير/كانون الثاني الماضي، إنها سلمت 200 أسرة مُهجرة مؤخراً من إدلب، بيوت الحملة الطارئة، ضمن الحملة التي أطلقتها، وهي ماضية في إتمام 10 آلاف منزل.
"أولى الأسر تستلم بيوت الحياة الطارئة"
استلمت 200 أسرة من المهجّرين مؤخراً من #إدلب بيوت الحياة الطارئة ضمن حملتنا #كن_سقفا، ماضون في إتمام المرحلة الأولى والمكونة من 10 آلاف بيت بإذن الله pic.twitter.com/FYGe00FmFx
— هيئة الإغاثة (@IHHar) January 30, 2020
ونقلت “وكالة الأناضول” التركية عن الهيئة في الأول من فبراير/شباط الجاري، أنّ صندوق المساعدات، الذي جرى تأسيسه في إطار المشروع، يتيح إمكانية بناء أكثر من 4 آلاف منزل من الطوب حالياً، بمساحة 24 مترمربع.
ووفق نائب رئيس الهيئة ،سركان نرغيس، فإن هدف الحملة، إيواء 60 ألف أسرة نازحة، في بيوت من الطوب بدلاً عن الخيام، فيما لم توضح الهيئة، إذا ما كان سيتم استبدال مخيمات سابقة، أم أن هذه البيوت ستكون للنازحين الجُدد فقط.
وبينت في موقعها الالكتروني، أن المساهمة في الحملة التي أطلقتها في عموم تركيا، مُمكنة، من خلال التبرع بمبلغ 23 ليرات تركية (3.83دولار)، و كتابة كلمة “CATI” ،وإرسالها برسالة قصيرة إلى الرقم 3072، أو من خلال زيارة موقعها عبر هذا الرابط (بيوت الحياة الطارئة).
آلية التسجيل والموقع
في السياق ذاته، قال الناشط الإعلامي في ريف إدلب، عبد الرزاق ليوش، لـ”السورية.نت”، إن البيوت التي تم بناءها حالياً، تقع في قرية البردقلي التابعة لمنطقة كفرلوسين في إدلب، وهي على بعد 5 كم فقط من الحدود التركية.
وحول آلية التسجيل والمستفيدين حتى الآن من هذا المشروع، أوضح ليوش، أن العائلات التي تم تسليمها البيوت قبل يومين، هم من النازحين حديثاً من ريف إدلب، مضيفاً في الوقت ذاته، أن “إدارة المُهجرين”، تسجل حالياً أسماء العائلات النازحة في بلدة سرمدا في بناء المعمل الأزرق.
وبيّن الناشط، أن البيوت الجديدة هي من الطوب بسقف عازل، وبمساحة 24 متر مربع، ويضم كل منزل غرفة ومطبخ مع حمام صغير.
ولم تقتصر فكرة بناء منازل من الطوب، على جهود “هيئة الإغاثة التركية” فحسب، حيث يعمل “فريق ملهم التطوعي”، على المشروع ذاته في إدلب خلال الفترة الأخيرة.
جهود إضافية
وفي تصريح لـ”السورية.نت”، قال مدير “فريق ملهم التطوعي”، عاطف نعنوع، إنّ الفريق “بنى مؤخراً تجمعاً سكنياً للنازحين في قرية باريشا بريف إدلب، مكون من غرف من الطوب لتحسين واقعهم”، كما جُهزَ المخيم وفق نعنوع، بمرافق عامة أبرزها دورات المياه، وذلك إعتماداً على تبرعات، حيث تقدر قيمة بناء كل منزل صغير بـ250 دولار.
وأوضح نعنوع، أن السبب الحقيقي الذي دفع فريقه، بدء هذه الحملة، هو تحسين معيشة النازحين الجدد، إذ بإمكان الطوب حمايتهم من مياه الأمطار والرياح والبرد، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن الفريق كان أول من أطلق مشروع القرية النموذجية، في العام 2018 لتحسين واقع النازحين.
ويعمل الفريق وفق مديره حالياً، على تبديل الخيم الموجودة في مخيمي دير بلوط والمحمدية، إلى غرف من الإسمنت، حيث بلغ تعداد المساكن المُنجزة من قبل الفريق في المرحلة الأولى 300 مسكن، من ضمن 1000 غرفة، يعمل الفريق على إنجازها لتسليمها إلى 1000 عائلة.
لكن نعنوع لفت في ختام حديثه، إلى أن المشروع قد يتأجل انجازه قليلاً، بسبب حملة النزوح الأخيرة، حيث تفرغ كل المتطوعين حالياً، لتلبية احتياجات النازحين الضرورية.
من جانب آخر قال علاء نعنوع، وهو من سكان قرية معارة النعسان بريف إدلب، ونازح حديثاً إلى القرى الحدودية، إنه اشترى قطعة أرض صغيرة قرب بلدة الدانا، مع مجموعة أخرى من النازحين لبناء غرف من الطوب.
وقال لـ”السورية.نت”، إن تكلفة بناء غرفة واحدة بمساحة 30 متر مربع مع سعر مساحة الأرض المعدة للبناء، يكلف تقريباً 600 دولار، مشيراً إلى أن هذا الخيار، كان الأفضل في ظل ارتفاع أسعار الإيجار بشكل كبير في المنطقة وعدم توفرها.
أكتر من مليون نازح جديد خلال الفترة الأخيرة 🙁
Posted by فريق ملهم التطوعي Molham Volunteering Team on Wednesday, February 12, 2020
وتأتي هذه الجهود، في ظل استمرار نزوح عشرات آلاف المدنيين من محافظة إدلب، وتوجههم صوب الحدود السورية التركية، وريف حلب الشمالي، وفي ظل كارثة إنسانية تعتبر الأسوأ منذ سنوات، مع تقدم قوات النظام الى المحافظة، حيث ما تزال عشرات ألاف العائلات بلا مأوى.
وبلغت موجات النزوح ذروتها، خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة، التي وثقت الأمم المتحدة فيها، نزوح أكثر من نصف مليون مدني.