قياديون بـ”المجلس الوطني الكردي” يلتقون جاوويش أوغلو: تفاصيل وسياقات
التقى سياسيون في “المجلس الوطني الكردي” السوري، بالعاصمة أنقرة، وزير الخارجية التركي، مولود جاوويش أوغلو، وذلك بعدَ يومٍ واحد، من زيارةٍ سريعة، أجراها وفدٌ أمريكي برئاسة، جيفري جيفري، إلى مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سورية، التقوا فيها، قائد قوات “قسد”، مظلوم عبدي.
ممثل شرعي لأكراد سورية
وعُقِدَ في مقر وزارة الخارجية التركية، في أنقرة، الأربعاء، اللقاء الذي جمعَ عدة قياديين من “المجلس الوطني الكردي”، ووزير الخارجية التركي، مولود جاوويش أوغلو، حيث كتبَ الأخير، على حسابهِ في “تويتر”، بعد نهاية الاجتماع، إن بلاده تعتبر “المجلس الوطني الكردي السوري، الممثل الشرعي للأكراد السوريين”.
Met w/delegation of Kurdish National Council of #Syria, legitimate representative of Syrian Kurdish people.Supporting their role w/in Syrian National Coalition&political process. Emphasized that biggest damage to Kurdish people comes from PKK/YPG terrorist organization. pic.twitter.com/PWNndbPGn3
— Mevlüt Çavuşoğlu (@MevlutCavusoglu) February 19, 2020
وقال الوزير التركي، إنه أكد خلال اللقاء، دعم بلادهِ لـ”أدوار المجلس الوطني الكردي السوري في الائتلاف الوطني السوري وفي العملية السياسية”، مُجدداً موقف أنقرة حول أن “المنظمة الإرهابية PKK / YPG قد ألحقت أكبر الأضرار بالأكراد”.
التغيير الديمغرافي ومُحاسبة الفصائل
من جانبه، أصدر “المجلس الوطني الكردي”، تصريحاً صحفياً، بعد الاجتماع، ووصل لـ”السورية.نت”، نسخة منه، قال فيه إن الوزير التركي “استهل الاجتماع بعرض موقف بلاده الداعم للشعب السوري للوصول إلى الأمن والاستقرار، وإيجاد الحل السياسي المنشود وفق قرارات الشرعية الدولية، وعَبّرَ عن دعمهم لكافة مكونات الشعب السوري دون تمييز، كما أشار إلى أهمية المجلس الوطني كممثل شرعي للشعب الكُردي ودوره في العملية السياسية، وعبر عن تأييدهم لحقوق الكُرد وضمانها دستورياً”.
وقالت “هيئة الرئاسة” في “المجلس الوطني الكردي”، إن جاوويش أوغلو، تطرق “إلى ما يتعرض له الأهالي في مناطق تواجد قواتهم في عفرين ورأس العين وتل أبيض، على يد بعض الفصائل والمجموعات المسلحة، وأعرب عن رفضهم لهذه الممارسات وضرورة محاسبة مرتكبيها، إضافة إلى رفضهم لأي تغيير ديمغرافي وضرورة عودة النازحين إلى ديارهم بأمان”.
و قدم وفد “المجلس الوطني الكردي”، خلال الاجتماع “رؤيته عن الحل السياسي في البلاد، وضرورة تفعيل العملية السياسية، وانجاز دستور يتوافق وتطلعات السوريين ويؤمن الحقوق القومية للكُرد ولكافة المكونات، ودعا تركيا إلى المساعدة في تنفيذ اتفاق المجلس مع الائتلاف بخصوص وقف الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء مناطق عفرين وسري كانييه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) والعمل على تسهيل عودة النازحين إلى ديارهم بأمان، وأكد على رفض المجلس لأي تغيير ديمغرافي هناك”.
وحضر الاجتماع، إلى جانب وزير الخارجية التركي، دبلوماسيون أتراك، وأعضاء مكتب الخارجية في “المجلس الوطني الكردي”، وهم: كاميران حاجو، ومحمد إسماعيل، فيصل يوسف، نعمت داوود، سليمان أوسو.
زيارة أمريكية لـ”الإدارة الذاتية”
وجاء الاجتماع في أنقرة، بعد يومٍ واحد، من زيارةِ وفدٍ أمريكي، لمناطق “الإدارة الذاتية”، في الرقة والحسكة، حيث التقى المبعوث الأمريكي إلى سورية، جيمس جيفري، مع قائد “قسد”، مظلوم عبدي.
وقالت إذاعة “سوا” الأمريكية، أمس الأربعاء، إن “المبعوث الأميركي إلى سورية، جيمس جيفري، التقى مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كوباني، وذلك عقب زيارة إلى إقليم كردستان العراق التقى فيها رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان برزاني ومسعود البرزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني”.
ونقلت الإذاعة الأمريكية الناطقة بالعربية، عن مراسلها في شمال سورية، إن عبدي وجيفري “ناقشا جهود استمرار مكافحة الإرهاب ومحاربة خلايا تنظيم داعش”.
لكن وسائل إعلامٍ، في مناطق “الإدارة الذاتية”، قالت إن اجتماع جيفري مع عبدي، ناقش أيضاً “العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية، وتأثيرها في مناطق الإدارة الذاتية”، وكذلك “المبادرة” التي كان أطلقها عبدي لـ”توحيد الأطراف الكردية في شمال شرقي سورية، إضافة لمناقشة الوضع الإنساني والعسكري في إدلب، في ظل العملية العسكرية التي يشهدها شمال غربي البلاد”.
حوار كردي-كردي سوري
وقال باحثٌ سياسيٌ مختص في شؤون شمال شرقي سورية(طلب عدم ذكر اسمه)، إن “اجتماع المجلس الوطني الكردي، مع وزير الخارجية التركي، يأتي في سياق حِراكٍ لتوحيد الجماعات السياسية الكردية، في سورية، بدفعٍ أمريكي”.
وأضاف ذات المتحدث لـ”السورية.نت”، إن “تزامن الاجتماع في أنقرة، مع زيارة جيفري ووفد أمريكي لمناطق الإدارة الذاتية، يبرهن على أن هناك محاولات لرأب الصدع بين المجلس الوطني الكردي، و الإدارة الذاتية وقسد”، منوهاً إلى أن “المجلس الوطني الكردي، أعاد مؤخراً افتتاح بعض مكاتبه في الحسكة، بعد أن كانت قسد قد أغلقتها تباعاً في السنوات الماضية”.