تسجيلاتٌ تُثبت تعمّد قوات الأسد استهداف نازحات والجيش التركي(فيديو)
كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية، بعد حصولها على تسجيلات لاسلكية، تعمّد قوات الأسد، استهداف المدنيين الفارين من معارك ريف حلب الغربي الأخيرة.
ونشرت الصحيفة تسجيلات اتصالات لأفراد عناصر قوات، حصل عليها من “مركز ماكرو للإعلام” (مستقل)، أكدت أن عناصر من “قوات النمر” (الفرقة 25 مكافحة الإرهاب) التابعة لقوات الأسد، تتبعت مجموعة من النساء المسنّات في منطقة ميزاناز بريف حلب الغربي.
وأضافت أنه رغم انزعاج عنصرٍ من فكرة استهداف النساء؛ إلا أن مقاتلي “النمر” أطلقوا النار على النساء بالرشاشات، بأمر من ضابط.
وتعليقا على ذلك قالت “إليزابيث تسوركوف” الخبيرة في الشأن السوري بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، إن قوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها، استهدفت مرات عديدة بالقناصات، المدنيين، بمن فيهم الحوامل، مضيفة “هذا هو أول دليل صريح أراه على تعمّد النظام في استهداف المدنيين”.
ويرصد تقرير الصحيفة، كما تُثبت الاتصالات اللاسلكية، تربص قوات الأسد بالنقاط التركية، بهدف استهدافها، وهنا تُشير الصحيفة استناداً للتسجيلات، إلى طلب ضابط في النظام من زميله عبر اللاسلكي، إحداثيات نقطة مراقبة تركية قائلا “سومر زودّني بإحداثيات نقطة المراقبة التركية”، ليرد عليه “صبحي أمامك إلى اليسار 07215313”.
وأضافت أنه بعد فترة قصيرة من الاتصال اللاسلكي، تعرضت نقطة المراقبة التركية في 12 فبراير/ شباط (الحالي) قرب بلدة الأتارب بمحافظة حلب السورية، إلى استهداف بالمدفعية من قبل قوات النظام، ولم يسفر الهجوم عن إصابات، وفق ما نلقت “الأناضول”.
ووصف إليزابيث تسوركوف، استهداف قوات النظام لنقاط المراقبة التركية بـ”المروعة”.
بدوره قال الباحث في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، إن استهداف النظام للنقاط التركية، لا يضع مكانا للشك حول هوية الجهة المسؤولة عن انهيار وقف إطلاق النار شمال غربي سورية، مردفاً “لا شك أن تركيا ستعلم أن جيش النظام استهدف عمدا نقاط مراقبتها”.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب تُحظر فيها الأعمال العدائية. لكن منذ ذلك التاريخ، قُتل أكثر من 1800 مدني في هجمات شنتها قوات الأسد والقوات الروسية والإيرانية، منتهكين بذلك الاتفاق المذكور، وتفاهماً بدأ تنفيذه في 12 يناير/كانون الثاني الماضي.
وللجيش التركي 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة “خفض التصعيد” في إدلب، حيث قُتل 15جندياً تركياً بثلاث هجماتٍ منفصلة لقوات الأسد على مواقع تمركز القوات التركية في إدلب، خلال الشهر الجاري، الأمر الذي دفع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لمطالبة قوات الأسد بالانسحاب قبل نهاية فبراير/شباط الحالي، من المناطق التي سيطرت عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية، في جنوبي إدلب وحلب، والواقعة ضمن حدود اتفاق “سوتشي”، الذي وضعته تركيا وروسيا في سبتمبر/أيلول2018.
كما هدد أردوغان بشن عمل عسكري ضد قوات الأسد في أي لحظة في حال لم تنسحب من حدود اتفاق “سوتشي” الموقع مع روسيا.