معبر تل أبيض.. ممر وحيد لدخول المساعدات إلى شرق سورية
اقترحت الأمم المتحدة استخدام معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، من أجل دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال وشرق سورية، والتي تخضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ويعتبر معبر تل أبيض حالياً، الممر الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شرق سورية، بعد أن منعت روسيا والصين المنظمة الدولية، من استخدام معبر اليعربية على الحدود العراقية لهذا الغرض.
ونقلت وكالات عالمية عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش قوله اليوم الأحد: “إذا لم يتم العثور على بديل مناسب لليعربية لنقل الأغراض الطبية، فإن الفجوة بين الإغاثة والاحتياجات الإنسانية ستتسع”.
وأضاف: “من منظور أمني ولوجيستي، في الظروف الحالية، يمثل معبر تل أبيض الحدودي أكثر بديل مناسب”.
وفي كانون الثاني الماضي، كان مجلس الأمن الدولي قد سمح باستمرار عملية تقديم مساعدات عبر الحدود من موقعين في تركيا لمدة ستة أشهر، الأول هو معبر باب الهوى الحدودي، والثاني هو معبر تل أبيض.
لكن المجلس ألغى معبرين من العراق والأردن، بسبب معارضة روسيا والصين.
كما طلب مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، العودة هذا الشهر باقتراح بشأن أي بديل ممكن لمعبر اليعربية بين سورية والعراق، لضمان وصول المساعدات.
وقال دبلوماسيون غربيون لوكالة “رويترز”، اليوم، إن إغلاق معبر اليعربية قطع نحو 40 % من المساعدات الطبية لشمال شرق سورية.
وأشار غوتيرش “في ديسمبر كانون الأول 2019 كانت هناك 103 منشآت طبية في أنحاء شمال شرق سورية تتلقى دعماً من المساعدات”.
وقال: “تلقت تلك المنشآت الطبية قدراً كبيراً من إمداداتها الطبية من الأمم المتحدة عبر اليعربية (…) 50 على الأقل من تلك المنشآت كانت مدعومة بالأدوية، التي تصل إليها عبر الحدود فقط”.
كيف تدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى سورية؟
في تموز 2014، صدر قرار مجلس الأمن 2165 الذي نص على أن “الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها المنفذين، يؤذن لها باستخدام الطرق عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية باب السلامة وباب الهوى (تركيا) واليعربية (العراق) والرمثا (الأردن)، إضافة إلى المعابر التي تستخدمها بالفعل، من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك اللوازم الطبية والجراحية، إلى الأشخاص المحتاجين في سائر أنحاء سوريا من خلال أقصر الطرق”.
وبحسب نص القرار، فإنه طلب من “جميع الأطراف السورية المنخرطة في النزاع في سورية إتاحة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى الناس في سائر أرجاء سورية، بشكل فوري، دون أي عراقيل”.
القرار الأممي جُدد أكثر من مرة، في السنوات الماضية، وحاول نظام الأسد، بدعم ومساندة دبلوماسية من روسيا أن يحصر إدخال المساعدات عن طريقه.
وفي كانون الثاني الماضي كان مجلس الأمن قد جدد القرار، لكن ليس لعام واحد كما هو الحال في السابق، بل لستة أشهر، وذلك بعد معارضة الصين وروسيا على عملية إدخال المساعدات عبر كافة المعابر والممرات الواصلة مع سورية.
ورفض السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الشهر الماضي المخاوف المتعلقة بإغلاق المعبر العراقي (اليعربية).
وقال إن الموقف على الأرض تغير وإن المساعدات تصل للشمال الشرقي من داخل سورية.
ويستفيد من المساعدات عبر الحدود ملايين السوريين، بينهم أكثر من ثلاثة ملايين في محافظة إدلب، بالإضافة إلى مئات آلاف الآخرين في مناطق شرق سورية.