ينتظر ملف إدلب ثلاث قمم أظهرت خلافاً بين روسيا وتركيا بشأن موعد تلك القمم والدول المشاركة فيها، في وقت قاربت فيه المهلة التركية، التي منحها الرئيس التركي لنظام الأسد، من أجل الانسحاب من مناطق “خفض التصعيد” في إدلب.
وبينما يدور الحديث عن قمة ثنائية، قد تجمع الضامنين الروسي والتركي لاتفاقي “أستانة” و”سوتشي”، برئاسة أردوغان وبوتين، يجري التخطيط لقمة ثلاثية تجمع روسيا وتركيا وإيران، فيما تسعى الدول الأوروبية إلى دخول خط المحادثات بشأن إدلب، عبر عقد قمة رباعية، بحضور فرنسا وألمانيا إلى جانب تركيا وروسيا.
تركيا بين قمتين.. ثنائية أو رباعية
تشير التصريحات التركية، الصادرة عن الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى ميلٍ تركي نحو عقد قمة ثنائية تجمعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذ أعلن أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن بلاده مستمرة في التواصل مع الروس من أجل حل ملف إدلب.
وقال خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، قبيل توجهه إلى أذربيجان، اليوم، “أواصل لقاءاتي مع بوتين لتقييم النواقص وتحديدها في خارطة الطريق التي وضعناها من أجل إدلب، والتواصل يتم على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والاستخبارات حتى إيجاد حل”.
وأشار الرئيس التركي، بحسب وكالة “الأناضول”، إلى احتمالية عقد لقاء مع بوتين في اسطنبول أو أنقرة، في 5 مارس/ آذار القادم، مضيفاً أن وفداً روسياً سيزور تركيا، الأربعاء، لمناقشة ملف إدلب.
إلا أن المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أشار في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إلى عدم وجود مناقشات حالياً بخصوص عقد لقاء محتمل بين بوتين وأردوغان، حسبما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عنه.
فيما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أمس الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الطاجيكي، عن بدء جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وتركيا بشأن إدلب، على مستوى وفود البلدين، دون التطرق إلى إمكانية عقد قمة ثنائية تجمع رئيسي البلدين.
روسيا تريدها ثلاثية
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن السبت الماضي، عن عقد قمة رباعية حول إدلب، في 5 مارس/آذار المقبل، تجمعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال أردوغان، في كلمة له في ولاية إزمير التركية، إن “قضية إدلب مهمة لنا بقدر أهمية عفرين ومنطقة نبع السلام، وأكدت لبوتين بوضوح إصرارنا في هذا الموضوع”
إلا أن الرئيس التركي جدد تصريحه، اليوم، بشأن القمة الرباعية، مشيراً إلى أن القمة الثنائية قد تعقد قي 5 مارس/ آذار القادم، وليست القمة الرباعية.
أما روسيا، يبدو أنها غير راغبة في إقحام الدول الغربية بملف إدلب، إذ قال المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي في موسكو، إنه لا توجد محادثات لعقد قمة مع فرنسا وألمانيا وتركيا، مشيراً إلى أن الدول المعنية بالاجتماع الرباعي لم توافق جميعها على الاجتماع، الذي طلب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عقده حول إدلب.
وأضاف بيسكوف أن بلاده تسعى حالياً إلى عقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس الروسي مع نظيريه التركي والإيراني، مشيراً إلى أن بلاده تعمل حالياً على هذا الخيار فقط.
يأتي ذلك بالتزامن مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها الرئيس التركي لنظام الأسد، من أجل الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً في إدلب، وتنتهي المهلة أواخر فبراير/ شباط الجاري، في وقت يستمر فيه تقدم قوات الأسد على الأرض.