يبذل اللاجئ السوري محمد البخاس، قصارى جهده لحماية أسرته من فيروس “كورونا”، بالحفاظ على أكبر قدر ممكن من النظافة، للمخيم الذي يقيمون فيه، شمال لبنان.
لكن مع عدم وجود ما يكفي من الصابون، أو المال اللازم لشراء مُطهرات أو كمامات، هناك الكثير الذي يمكنه القيام به.
وقال البخاس البالغ من العمر 40 عاماً، إن عمال إغاثة زاروا المخيم و”أعطونا توعية ووزعوا لنا حبة صابون واحدة”، متابعاً أن “هذا ليس كافياً، أذهبُ إلى الصيدلية، سعر الكمامة بين 4 آلاف و7 آلاف، لم نستطع أن نشتريها أو نشتري معقّمات”.
وقال ذات المتحدث، الذي فر إلى لبنان من محافظة حمص، قبل ثماني سنوات، ويعيش مع زوجته وطفله “نحن نطلب المعقّمات وكذلك بضرورة تعقيم المخيم. نحن مجتمع كبير وللسوريين مخيمات كبيرة، ونطالب الأمم المتحدة، ونناشد العالم أن يساعدونا”.
وأضاف:”نحاول بكل ما أمكن الحفاظ على أنفسنا ومراعاة النظافة. أكثر من هذا لا نستطيع فعل شيئ”.
وسُجل في لبنان، 177 إصابة حتى مساء الجمعة، توفيَّ 4 منهم.
ولم تُرصد حتى الآن حالات إصابة بين السوريين، الذين يُقدر عددهم بنحو مليون نسمة، بين سكان لبنان الذين يُقدرون بنحو ستة ملايين نسمة.
ومع معاناة النظام الصحي اللبناني بسبب الوباء، فإن الحكومة تشعر بقلق من وصول الفيروس لمخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين في البلاد.
وقال وزير الصحة حمد حسن، إن الرعاية الصحية للاجئين مسؤولية مشتركة بين لبنان ووكالات الأمم المتحدة، لكنه أضاف أن رد فعل المجتمع الدولي بطيء بشأن الأزمة.
وقال :”أنا أرى المجتمع الدولي بمؤسساته الأممية متأخر قليلاً عن وضع خطط أو التفكير بإنشاء مستشفى ميداني، أو بدعم وزارة الصحة اللبنانية لكي تستطيع أن تقوم بهذه الفترة بواجباتها اتجاه أهلها الذي هو المجتمع اللبناني بالإضافة إلى الأخوة الفسطينيين والسوريين”.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا بمجتمعات اللاجئين بدأت مبكراً.
وتُجرى حالياً، حملات توعية وعمليات توزيع للمواد الخاصة بالصحة العامة، إضافة إلى عمليات تجهيز أماكن إضافية ضرورية في المستشفيات، لزيادة قدرتها على استيعاب مزيد من المرضى.
وقالت ليزا أبو خالد المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان “نعمل جميعا على مدار الساعة”.
وقال الوزير اللبناني، إن “أزمة كورونا في لبنان يجب أن تكون محط اهتمام المجتمع الدولي، لإنقاذ المجتمع اللبناني والمجتمع السوري والمجتمع الفلسطيني. ما نعانيه مُنفردين كشعب لبناني فيه الكثير من التجني والكثير من عدم تحمل المسؤولية أو الهروب من المسؤولية، بتحمل هذه الأزمة الإنسانية الناتجة عن الأزمة السورية وعن الواقع الاقتصادي اللبناني المترهل”.
وكان لبنان يعاني من أزمة مالية واقتصادية، قبل تعرضه لفيروس كورونا.
وتحاول الحكومة الحصول على مساعدات أجنبية لنظامها الصحي العام.
ويفاقم فيروس كورونا، الصعوبات التي يعاني منها اللاجئون، الذين يعيشون في فقر مدقع منذ سنوات بلبنان.
ويقول موظفو الإغاثة، إن اللاجئين لا يجدون ماء يكفي لغسل أيديهم بشكل منتظم، لا سيما وأنهم يحصلون على الماء في مخيماتهم بشاحنات.
وفي ظل الوضع الراهن، فإن الحصول على رعاية صحية، قد يمثل لهم معضلة أيضاً، لأنه إذا احتاج لاجئون دخول المستشفى، فإنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة الانتقال له أو تكلفة العلاج.
وقالت ليزا أبو خالد “ندرس كل الخيارات بما في ذلك إقامة منشآت إضافية في المستشفيات الحالية أو مستشفيات ميدانية منفصلة..ستكون هناك حاجة للمزج بين الاثنين على الأرجح”.