تحت اسم “تفجيرات دمشق” نشر التلفزيون السوري تسجيلًا أطلق عليه “تحقيق”، لكشف الجهة التي تقف وراء التفجيرات التي ضربت العاصمة خلال الأشهر الماضية، وخاصة منذ مطلع العام الحالي.
وتضمن التسجيل مقابلة مع أربعة شباب لا تتجاوز أعمارهم العشرينات، إلى جانب امرأة واحدة عملت على نقل العبوات الناسفة بحسب قولها.
لكن اللافت في “التسجيل” انحدار الأشخاص جميعهم من ريف دمشق الغربي، وخاصة من بلدة كناكر ومعضمية الشام، أما المرأة تنحدر من مدينة داريا، التي شهدت معارك بين الفصائل والنظام قبل تهجير أهلها في 2016.
ويكرر النظام السوري منذ اندلاع الثورة “نظرية الإرهاب”، ووقوف الولايات المتحدة الأمريكية و”الصهيونية” وراء “المؤامرة الكونية” في سورية، بهدف إسقاط مشروع “المقاومة” كما يطلق عليه النظام، وداعميه من إيران و”حزب الله” اللبناني.
ولم يخل التقرير الحالي من نظرية المؤامرة، إذ نسب التفجيرات إلى شخص يدعى “أبو عاشور”، الذي عمل على تجنيد الشباب.
و”أبو عاشور”، وفق الرواية، هو عامل في “لواء الفرقان” ويتبع لشخص موجود في الأردن من غرفة “الموك”.
كما لم يخل التقرير من قضية متكررة يركز عليها نظام الأسد مرارًا، وهي تلقي الأموال مقابل إحداث تفجيرات، إذ تحدث الشباب في التحقيق تلقيهم مبالغ مالية تتراوح بين 30 و40 ألف ليرة سورية، عن كل عملية تفجير ينفذونها، أي ما يعادل 40 دولاراً فقط.
أما الملفت في حديث المتهمين بالتفجيرات كان سهولة تحركهم في العاصمة دمشق، وكيفية تخطيهم الحواجز الأمنية المنتشرة في كل المناطق، وهم حاملون للعبوات الناسفة وزرعها في سيارات تابعة لعناصر بالأمن.
وكانت دمشق شهدت خلال الشهرين الماضيين، ثمانية تفجيرات، خلال الفترة الممتدة بين 6 فبراير/ شباط الماضي، وحتى 1 مارس/ آذار الحالي، وبحسب ما رصد فريق “السورية.نت”، فإن التفجيرات حدثت بأسلوب واحد، وهو عبارة عن انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارات الشخصيات المُستهدفة.
وفي حديث سابق لـ”السورية. نت” مع اللواء المنشق عن وزارة الداخلية في حكومة النظام، محمود علي، رأى أن التفجيرات هي عبارة عن تصفية حسابات بين قيادين في ميليشيا “الدفاع الوطني”، التي شكلها نظام الأسد، كقوة رديفة لمساندة قواته في هجومها ضد الفصائل السورية.
تفجيرات دمشق.. تصفية حسابات “الكبار” أم فوضى “خلاقة”؟
وقال علي خلال حديثه لـ”السورية.نت”، إن “الدفاع المدني تحول إلى مجموعات يترأسها لصوص كبار يشرفون على عمليات السلب والنهب والخطف والقتل تحت قيادة واحدة، لكن في ظل الظروف الحالية بدأت كل مجموعة تعمل لوحدها، ما دفعهم إلى البدء بتصفية حساباتهم وخلافاتهم عبر عمليات اغتيال، مشيراً إلى أن النظام قد يقف وراء بعضها إذ يطلب قتل من انتهى دوره”.