بعد غياب “الصحة العالمية”..متطوعون يواجهون “كورونا” في الشمال السوري
أعلنت وزارة الصحة في “الحكومة المؤقتة”، ومنظمات إنسانية في الشمال السوري، إطلاق حملة تطوع لمواجهة فيروس “كورونا المستجد” في حال انتشاره، بعد غياب أي نشاط لمنظمة الصحة العالمية.
وقال وزير الصحة، مرام الشيخ، عبر حسابه في “تويتر” إن “الوزارة تعمل على تنظيم العمل التطوعي لمواجهة كورونا، وسيكون التركيز حالياً على أمرين، التوعية والتدريب على التعامل مع الإصابات”.
وأضاف الشيخ أن الوزارة ستطلق برنامجاً منظماً قربياً، طالباً من الراغبين بالتطوع ترقب ذلك خلال الأسبوع المقبل.
تعمل الوزارة الآن على تنظيم العمل التطوعي لمواجهة كورونا، سيكون التركيز حالياً على أمرين: التوعية، و التدريب على التعامل مع الإصابات، وذلك ضمن برنامج منظم ستطلقه الوزارة قربياً. نرجو من الراغبين بالتطوع ترقب ذلك خلال الأسبوع القادم. #كورونا #وزارة_الصحة_الحكومة_المؤقتة
— Dr. Maram Alsheikh د. مرام الشيخ (@DrMaramAlsheikh) April 11, 2020
وأشار الوزير إلى أن الشمال السوري خال من “كورونا” حتى الآن، في ظل غياب كامل لأي نشاط للصحّة العالمية.
وأجرت الوزارة، اليوم الأحد، 26 اختبار جديد للفيروس، ليصبح إجمالي العيّنات المفحوصة 118 حالة، كلها سلبية، بحسب الشيخ.
وأكد الوزير أن “منظمة الصحة العالمية أقرت خطة بقيمة 33.5 مليون دولار شاملة، لكل الفاعليات الصحية المتعلقة بالتصدي لجائحة كورونا، والتي تركز على تعزيز النظام الصحي وتقويته، لكن لحد الآن لم يتم تحرير الأموال للبدء”.
وتزامن ذلك مع إطلاق “الدفاع المدني” ومديرية صحة إدلب، بالتعاون مع عدد من المنظمات الإنسانية المحلية، مبادرة تطوعية تحت اسم “متطوعون ضد كورونا”.
وبحسب مدير الدفاع المدني في إدلب، مصطفى الحاج يوسف، فإن المبادرة استباقية لمواجهة أي انتشار للفيروس، عبر التنسيق بين الجهات العاملة في المنطقة كافة، مؤكداً أن المبادرة ستكون على مستويات، ولن يكون هناك موعد لنهايتها.
أما مدير صحة إدلب، منذر خليل، أكد أن “المبادرة تعمل على تحقيق مسار استجابة موحد، من شأنه تعزيز الفرصة لإنقاذ حياة الآلاف من الناس في حال انتشار فيروس كورونا، وتوفير الاستجابة على مراحل”.
خطاب الدكتور منذر خليل مدير صحة إدلب
النص الكامل لخطاب الدكتور منذر خليل مدير صحة إدلب 11-04-2020السلام عليكم ورحمة الله ..ونحن على أعتاب جائحة كورونا التي تهدد أهلنا ومجتمعنا ..أعتقد أنه من المهم جدا أن تتضافر جميع الجهود على مستوى الحكومة والمنظمات المحلية [والدولية] العاملة في المنطقة وجهود المتطوعين الشباب والشخصيات الفاعلة في المجتمع من أجل التغلب على فيروس كورونا والحد من انتشاره. نحتاج في هذه المرحلة إلى تعزيز ثقتنا ببعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى، لأن اتفاقنا على مسار استجابة موحد من شأنه أن يعزز من فرصنا في إنقاذ حياة الآلاف من الناس. بفضل من الله، لم تسجل مناطقنا أي حالات إصابة بفيروس الكورونا حتى الآن، وعلينا أن نستغل ذلك في الاستعداد على أفضل وجه لأي حالة قد تحدث هنا. وعلى الرغم من شح الموارد إلا أن لدينا أفضلية الوقت والمعلومات العلمية والطبية اللازمة لتوفير أفضل استجابة ممكنة. لكن علينا في الوقت ذاته أن ندرك جميعاً خطورة الوضع. إن انتشار الفيروس في شمال غرب سوريا سيعني تعريض عشرات الآلاف من الناس للخطر، ولا سيما أهلنا من كبار السن والمرضى، ومسؤولية الحفاظ على أرواحهم تقع على عاتقنا جميعاً، وعلى كل مواطن أن يؤدي واجبه في منع انتشار الفيروس قدر الإمكان من خلال الابتعاد عن التجمعات والزيارات العائلية والاستماع بشكل متواصل لتوصيات اللجان الطبية وتنفيذها. بناء على توجيهات ونصائح المختصين، سوف نحاول توفير الاستجابة على عدة مراحل ومستويات، تبعاً لدرجة انتشار الفيروس والموارد المتاحة. وسوف نعلن عن كل مرحلة من المراحل في وقتها، ولهذا الغرض نطلب من الإخوة المواطنين متابعة التصريحات التي تصدر عن مديرية الصحة فقط، والابتعاد عن مصادر المعلومات والشائعات الأخرى. خلال الأيام القادمة، سوف تقوم مديرية الصحة، ومديرية الدفاع المدني، بالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية والجهات الفاعلة، بإطلاق حملة بعنوان (متطوعون ضد الكورونا) لتوفير الاستجابة المرحلية لانتشار الفيروس في شمال غرب سوريا. هذه الحملة ستعتمد بشكل أساسي على جهود المنظمات المحلية ومشاركتها ولا سيما في الوصول إلى المتطوعين في المناطق التي تنشط فيها وكذلك في إدارة عملية التطوع. لهذا الغرض ندعو هذه المنظمات للتنسيق فيما بينها والعمل مع الناشطين والمتطوعين في القرى والبلدات من أجل جعل هذه الحملة حملة للجميع ومن قبل الجميع. نأمل أن تكون هذه الحملة هي الأوسع من نوعها في منطقتنا، وأن تشارك فيها جميع المؤسسات والمنظمات والأفراد بعيداً عن أي انقسامات أو خلافات سابقة، لأننا جميعاً متفقون على خطورة الوضع كما نحن متفقون على الخطوات التي يجب اتباعها لمنع انتشار الفيروس. المرحلة الأولى من هذه الحملة، والتي ستستمر لغاية 15 نيسان، سوف تبدأ بإطلاق خطة للتأهب سيتم خلالها تشكيل لجان تطوعية ضمن مختلف المناطق والبلدات والقرى للتوعية بضرورة اتباع إجراءات العزل الاجتماعي الذاتي، ولا سيما بين الفئات الأكبر سناً في المجتمع. خلال هذه المرحلة سوف يبحث المتطوعون، بمساعدة المنظمات المحلية المشاركة في الحملة، عن البدائل الممكنة للخدمات الأساسية للمواطنين لتشجيعهم على البقاء في المنزل ما قد يسهم في التقليل من احتمالات إصابتهم. يتضمن ذلك محاولة توفير أكبر قدر من المواد الغذائية الأساسية والأدوية وأي مواد ضرورية أخرى للمواطنين في منازلهم وبنفس الأسعار وربما بأسعار أقل من المعتاد، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختلفة. كما أن وجود المتطوعين سوف يساعدنا على جمع أكبر قدر من المعلومات عن احتياجات المواطنين المختلفة وأعداد من قد يحتاجون للعناية الطبية ضمن كل منطقة في حال انتشار الفيروس لا سمح الله، وهو ما سيمنحنا قدرة أكبر على التأهب ورصد الموارد بشكل أفضل. لتحقيق هذه الغاية نطلب من جميع الإخوة استقبال المتطوعين في هذه الحملة برحابة صدر، وتوفير أي مساعدة يحتاجونها لأداء مهامهم، فهم يعملون من أجلكم ويمثلون صلة الوصل بيننا وبينكم لإيصال المساعدة والدعم والمعلومات الصحيحة لأهلنا في شمال غرب سوريا . كما نهيب بجميع الشباب بالمبادرة إلى التطوع لمساعدة إخوتهم في هذه الحملة، ولدينا ثقة كبيرة بوجود أعداد كبيرة من الشباب الراغبين في المساعدة لحماية أهلنا في شمال غرب سوريا. إن نجاحنا وقدرتنا على الوصول إلى أكبر عدد من الناس في مختلف المناطق يعتمد أولاً وأخيراً على جهودهم ومبادرتهم. رسائل إضافية (تفاصيل مرحلة التأهب) نعمل حالياً، ضمن مرحلة التأهب، على تقسيم مختلف مناطق إدلب إلى قطاعات مختلفة تمهيداً لعزلها إن دعت الحاجة للحد من انتشار الفيروس. تقسيم المناطق من شأنه أن يحد من انتشار الفيروس وسوف يأخذ بعين الاعتبار توافر الاحتياجات الأساسية المعيشية والطبية والخدمية للمواطنين بشكل يسمح بمواصلة الحياة قدر الإمكان ضمن فترات العزل. سوف تحاول اللجان التطوعية جمع أكبر قدر من المعلومات عن الفئات الأكثر حاجة للدعم في المجتمع بما فيها الأشخاص ذوي الإعاقة، والمرضى أصحاب الاحتياجات الطبية الخاصة، وكبار السن، والأسر التي لا تملك معيلاً، وسوف نبذل جهدنا بالتعاون مع جميع الجهات الفاعلة لتوفير الدعم المطلوب لها حسب الموارد المتاحة لدينا. بدأنا التواصل مع الجهات التي تقدم الخدمات الأساسية الغذائية والصحية والخدمية للمواطنين مثل الأفران والصيدليات والمتاجر والمؤسسات الخدمية المختلفة لحثهم على توفير بدائل للناس تغنيهم عن الحاجة للخروج من المنزل، وسوف نحاول بإذن الله وبجهود المتطوعين إيصال أكبر قدر ممكن من هذه الخدمات والمواد إلى بيوتكم بأسعار مخفضة تشجيعية. هذا الأجراء قد يساعد الأعمال والمشاريع التجارية الصغيرة على مواصلة عملها ولا سيما إنتاج المواد الغذائية والمعيشية الأساسية، وما سيتغير فقط هو إيصال هذه المنتجات إلى الناس من قبل المتطوعين. نعمل أيضاً على توفير خدمات خاصة للكوادر الطبية في إدلب لتسهيل عملها ولا سيما لدى انتشار الفيروس، من بينها توفير مساكن مؤقتة قريبة من المشافي مجاناً وشراء التجهيزات الطبية اللازمة وتخزينها استباقاً لتفشي المرض. نحتاج لجهود جميع الإخوة المواطنين للتوعية بضرورة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي. كلنا مسؤولون عن توعية أقربائنا وجيراننا ومعارفنا من حولنا بأهمية هذه الإجراءات. لا توفر أي جهد للتحدث مع من حولك عن هذا الموضوع، رب كلمة طيبة قد تنقذ حياة إنسان، وفي حالتنا هذه حياة الكثير من الناس. #متطوعون#سورية#كورونا
Posted by متطوعون ضد الكورونا Volunteered against CoronaVirus on Sunday, April 12, 2020
وكان “الدفاع المدني” أطلق، الشهر الماضي، حملة تعقيم للوقاية من فيروس “كورونا”، وبلغ عدد المرافق التي تم تعقيمها في الشمال السوري، 5149 موقعاً، بينها 693 مخيماً ومئات المدارس والمساجد والمراكز الطبية والمرافق الأخرى، بحسب الدفاع المدني.
ولم تصدر أي خطوات فعلية من قبل المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، توحي بالاهتمام الكبير بإدلب والتصدي لكورونا، إذ لم يصل لإدلب، سوى 300 من “كيتات” اختبار “كورونا” في الخامس والعشرين من مارس/آذار الماضي، ووصلت لاحقاً أعداد إضافية من “الكيتات”.
ويزيد تخوف الأهالي، بمناطق شمال سورية، من وصول “كورونا”، هشاشة مؤسسات القطاع الصحي، حيث طاله دمارٌ كبير، بقصف قوات الأسد وروسيا وإيران.
سكانٌ بلا منازل..تحركاتٌ لمنع “كارثة” انتشار الوباء بمخيمات الشمال